الجمعة، 18 ديسمبر 2009


الفايز: لا أملك عصا سحرية لحل مشاكل نقل المعلمات
الوفد التعليمي خلال زيارته لمصنع التمور في الغاط أول من أمس
الغاط: فاطمة باسماعيل
قالت نائب وزير التربية والتعليم نورة الفايز في كلمتها بندوة "واقع التعليم" التي عقدت بمركز الرحمانية في محافظة الغاط مساء أول من أمس إنه ليس بيدها عصا سحرية لحل مشاكل نقل المعلمات. وأضافت: "العين بصيرة واليد قصيرة"، ولو تمت تلبية كل طلبات النقل لخلت القرى من المعلمات خصوصا أن 80% من المعلمات يرغبن بالنقل للمدن الرئيسية، وأن الحل يتمثل في التدرج بالنقل. وشددت الفايز على أنه لن يتم تعيين أي معلمة السنة المقبلة إلا بعد اجتياز اختبارات القياس.
كشفت نائب وزير التربية والتعليم نورة الفايز عن قيام بعض مديري التربية والتعليم بإعادة الميزانية المرصودة لتطوير قطاعاتهم مع نهاية كل عام. وأكدت أنها وجهت هؤلاء المسؤولين بعدم إعادة أي مبلغ، وصرف المستحقات في الاحتياجات التي ترفع لهم من قبل القطاعات المختلفة.وأرجعت الفايز في كلمتها التي ألقتها في فعاليات المنتدى في دورته الثانية بمدينة الغاط تصرف هؤلاء المسؤولين إلى عدم وجود تخطيط، مشيرة خلال حديثها إلى عدد من التربويات في منتدى منيرة بنت محمد الملحم لخدمة المجتمع بمركز الرحمانية بمحافظة الغاط مساء أول من أمس إلى أهمية تدريب المسؤولين والمسؤولات على التخطيط بجميع المستويات الوظيفية القيادية منها والتنفيذية حتى يتلمسوا الاحتياجات الفعلية، ويصرفوا بنود الميزانية عليها.وأكدت أن ما يحدث اجتهادات وأن هذه الاجتهادات غير صحيحة بالضرورة، مشيرة إلى حرصها على المعلمة. وأشارت الفايز إلى أنها فهمت بشكل خاطئ في موضوع نصاب الحصص وأنها ليست مع زيادة النصاب خصوصا في ظل تزايد أعداد الطالبات في الفصل الواحد، وعدم وجود بيئة مناسبة، وقلة عدد المعلمات، مؤكدة أنها ترى أن 18 حصة في الأسبوع كافية، ولكن قد يصل النصاب إلى 24 حصة بسبب النقص الحاد في أعداد المعلمات في عدد من التخصصات.وعن مشكلة النقل، أوضحت الفايز أنها تولت منصبها بالوزارة في ظل وجود 31 ألف طلب نقل على قائمة الانتظار، مؤكدة أن هذه ليست مشكلة الوزارة، لأن الجزء الأكبر يقع على المعلمة التي قبلت بالتوظيف في منطقة ثم طالبت بالنقل. وأكدت أنها تتألم لحال المعلمات والظروف التي يعشنها. وقالت الفايز: ليس بيدي عصا سحرية و"العين بصيرة واليد قصيرة "، فلو تمت تلبية كل طلبات التوظيف لخلت القرى من المعلمات خصوصا أن 80% من المعلمات يرغبن بالنقل للمدن الرئيسية وأن الحل يتمثل في التدرج بالنقل. وأضافت أنه تمت مطالبة وزارة الخدمة المدنية بوظائف، وأنه تم توفير 8 آلاف وظيفة وبقيت 22 ألفا ينتظرن الحل وأن الجهود تبذل حثيثة لحل مشكلتهن.كما أكدت أن العملية التعليمية اختلفت فأصبح دور الطالبة البحث عن المعلومة ودور المعلمة فقط هو التوجيه، ولكنها أشارت إلى أن بعض المعلمات لم يصلن بعد لهذه المرحلة، ولا يزلن يفضلن التلقين. وشدد الفايز على أنه لن يتم تعيين أي معلمة السنة المقبلة إلا بعد اجتياز اختبارات القياس.وأكدت أن تكدس بعض التخصصات ووجود حاملات للدكتوراه والماجستير قابعات في البيوت دون وظيفة راجع لقضية شائكة، وهي تخريج الآلاف في تخصصات لم تعد مطلوبة وبعض الخريجات كن ضحية ضعف التعليم، ورجعن كمعلمات بذات الضعف، لذلك نحتاج لتكثيف الجهود.وتمنت الفايز في حديثها أن تنتهي المركزية من التعليم بحيث تصبح كل مدرسة إدارة تعليم بحد ذاتها، وتصبح المديرة الكفء هي المسؤولة عن إدارتها في كافة شؤونها. وطالبت بتقديم يد العون من الجميع- معلمات وإداريات ومسؤولات وطالبات- للنهوض بالعملية التعليمية.وأشادت بمكتبة الأمير عبدالرحمن السديري رحمه الله ومكتبة الوالدة منيرة بنت محمد الملحم رحمها الله، واللتين اعتبرتهما انجازا حضاريا يدعو للفخر والاعتزاز بجهود هذه الأسرة المباركة في خدمة العلم والمعرفة.وأشارت إلى ما مر به تعليم الفتاة في المملكة من مراحل وجهود المخلصين الباحثين عن بناء الإنسان، فكانت مرحلة التأسيس كمشروع تنموي رائد واكب خطط التنمية وحظي بالدعم والتطوير، وها هو اليوم يقف على أعتاب ما يزيد على 18 ألف مدرسة، وما يزيد على 2.4 مليون طالبة، وهو ما يشكل ما يزيد على النصف من مجموع الدارسين والدارسات في مدارس التعليم العام، ويؤكد التوجيهات الحثيثة نحو تحقيق المساواة في حق التعليم بين الذكور والإناث.وأكدت الفايز في ختام كلمتها على دور هذه الندوة في قراءة واقع التعليم ورصد نتائجه الحالية في إطار منظومة العمل التربوي، واقتراح رؤية مستقبلية متفقة والتوجيهات العالمية وبما لا يخالف تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. وشكرت في ختام كلمتها لطيفة السديري على دعوتها للحضور والمشاركة.وقدمت مساعد مديرة عام المناهج الدكتورة هيا بنت عبدالعزيز العواد ورقة عمل بعنوان "تعليم الفتاة في المملكة العربية السعودية" تحدثت فيها عن لمحة تاريخية عن تعليم الفتاة في المملكة وربطته بخطط التنمية التي ركزت على التعليم كخيار استراتيجي للتنمية الشاملة. كما تناولت تطور أعداد الطالبات بمدارس البنات في المملكة في السنوات الخمس الأخيرة، والتوسع النوعي الذي شهده الطالب والمعلم والمناهج وتقنيات التعليم. كما تطرقت إلى أبرز المحطات المهمة التي مر بها تعليم البنات من دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات ووزارة المعارف وإلحاق المعاهد الثانوية المهنية ومراكز التدريب بالمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب التقني وإنشاء جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، والتغييرات على مستوى القيادات التي كان من أبرزها تعيين النائب نورة الفايز، وضم الجهاز الإداري النسائي المسؤول عن شؤون تعليم البنات في مبنى واحد. كما أشارت العواد إلى نقاط الضعف في التعليم، ومنها ضعف المواءمة بين التعليم وسوق العمل وانخفاض فاعلية أساليب التقويم المتبعة في المراحل المختلفة، والصعوبة في مطالبة التعليم بالتأقلم مع المتغيرات المختلفة في ظل إحصاءات راكدة وشبه شيخوخة للمعلمات وعدم توافر الشروط الهندسية والصحية والتربوية في المباني المدرسية بالشكل المطلوب وتدني الكفاءة الداخلية والكفاءة الخارجية للتعليم.وأشارت العواد إلى التحديات التي يعيشها التعليم حاليا ومنها التطورات التقنية والتطورات العلمية ونتائج الأبحاث والثورة المعرفية والاختبارات الدولية والتطورات داخل المجتمع، وكل هذا يستدعي مواكبة التعليم لهذه التطورات.وعن المأمول في التعليم، أشارت إلى أن ما يأمله كل مواطن من التعليم يشتمل على أن يجد المتعلمون فيما يتعلمونه صلة مباشرة باهتماماتهم وحياتهم المعيشية وأن يتعلموا في بيئة ثرية، تتحدى قدراتهم العقلية وأن يطلق استعداداتهم الفطرية وطاقاتهم الخلاقة، ويكشف مبكرا عن قابليتهم الكامنة للتعلم، وأن يمارسوا أساليب ومهارات التفكير التي تجعلهم قادرين على اتخاذ القرارات، وأن يزودوهم بمهارات التعليم الذاتي ليظلوا شغوفين بالتعلم طوال حياتهم وأن يقدم لهم الأنشطة وأساليب التعليم ما يؤسس ويبني لديهم من المهارت الحياتية ما يمكنهم من مواجهة مشكلاتهم اليومية، وأن يغرس فيهم بذور المواطن المفكر المبدع المنتمي لهويته الاسلامية والوطنية.واختتمت حديثها بالإشارة إلى أضخم ثلاثة مشاريع لتطوير المناهج وهي: المشروع الشامل لتطوير المناهج، ومشروع تطوير الرياضيات والعلوم، ومشروع نظام المقررات التي قالت إنه خلال خمس سنوات سيطبق على 25% من مدارس البنات.وتحدثت الدكتورة مشاعل بنت عبدالمحسن السديري عن مركز الرحمانية الثقافي الذي يقيم الندوة باعتبارها ثاني فعالية للمركز. كما تطرقت إلى مكتبة المركز التي تحتوي على 15 ألف كتاب، وهي جزء من دار الجوف للعلوم التي تحتوي على أكثر من 150 ألف عنوان. كما تضم المكتبة 11 وحدة حاسوبية للاطلاع والبحث. وتوجد بها دوريات خاصة بالنخيل ووثائق نادرة عن الغاط. ويتم دعم الأبحاث بها حيث نشر 80 كتابا ودورية وجرى دعم ستة أبحاث وكذلك ابتعاث 7 طلاب وطالبات. ويرعى المركز جائزة الأمير عبدالرحمن السديري للتفوق العلمي. كما تم ابتعاث8 طلاب منذ بداية الجائزة عام 1422.يذكر أن نورة الفايز والوفد المرافق لها قاموا بزيارة مصنع التمور في الغاط في إطار زيارتهم للمحافظة.

ليست هناك تعليقات: