الخميس، 16 يوليو 2009

مأساة سعودية تزوجت بعربي يهددها وليها بالسجن

الرياض: فاطمة باسماعيل
اتهمت السيدة السعودية صفاء حسين عبدالدائم هيئة حقوق الإنسان بالتخلي عنها بعد أن أبلغتها قبل شهرين أن معاناتها التي تمتد لعشر سنوات والمتعلقة بمنع وكيلها لها من دخول المملكة بعد أن تزوجت من رجل (مصري الجنسية) بدون إذنه وتهديدها بالسجن إن عادت وحرمانها من زوجها وأطفالها. ورغم أن السيدة حاصلة على إذن من وزارة الداخلية للزواج, إلا أن وكيلها ما زال يهددها ويريد الانتقام منها, ولا تزال بعد هذه السنوات تطالب بفسخ ولاية هذا الأخ دون جدوى, إلا أن رد الهيئة الأخير جاء كآخر مسمار في نعش قضيتها بعد أن اعتبرت الهيئة أن مشكلتها عائلية ولا يمكن التدخل فيها.وتبدأ قصة صفاء قبل 10 سنوات عندما رغبت في الزواج من رجل (مصري الجنسية) تقدم إلى والدتها ووافقت عليه لخلقه ودينه وبعد السؤال عنه وعن عائلته قامت والدتها بمخاطبة وزارة الداخلية التي وافقت, ولكن أخيها وقف لها بالمرصاد ورفض زواجها ووقف بوجهها يهددها بعد هذه السنوات بأنه سيسجنها لو عادت لأرض الوطن, رغم أنه يعمل أستاذا في إحدى جامعات المملكة. فلجأت صفاء أخيرا لهيئة حقوق الإنسان في المملكة حتى تنهي معاناتها إلا أن رد الهيئة لها لم يحل لها أياً من مشاكلها. وحكت صفاء قصتها لـ"الوطن" (هاتفيا) من مصر وقالت "أنا فتاة سعودية نشأت في أسرة ميسورة الحال بين شقيقين وست أخوات ووالد زواج ووالدة صبورة تعمل كاتبة في إحدى مدارس المدينة المنورة، رقد أبي طريح الفراش وربتنا والدتي وأحسنت تربيتنا وحاربت من أجلنا وبعد وفاة أبي بدأت مأساتنا وبدأ أخي الأكبر في الاستبداد وزوج أخواتي من أشخاص لا يوجد بيننا وبينهم أي تكافؤ لا ثقافيا ولا اجتماعيا مما جعل أختي الكبرى تتمرد وتتزوج رجلاً أحبته ودخلت معه في مشاكل حتى سجنت بسبب اختلاس مالي، في تلك الأثناء عشت أنا مشاكل أسرية اضطررت معها لترك الجامعة، فيما تقاعدت والدتي وفتحت مشروعا تجاريا عبارة عن مشغل نسائي وكنت أساعد أمي بالعمل فيه ووجدت فيه شخصا وقف معنا كثيرا ودعمنا بالمال والجهد إنسان حنون أحببته ورأت أمي أنه شخص مناسب وتعرفنا على أهله وإذ بهم أناس من خيرة الناس ورغب بالتقدم لي وطرق البيت من بابه ولكنه وجد الإهانات من إخوتي لذلك تقدمت والدتي بمعروض لوزارة الداخلية ليتم هذا الزواج وصدرت الموافقة لي ورقمها 70214 بتاريخ 12/10/1419 ولكن إخوتي رفضوا أن يحضروا لمحكمة الضمان والأنكحة في الرياض لإتمام الزواج وطلبوا تحويل المعاملة لمكة حتى يماطلوا في الموضوع بل وأقنعوا كفيل زوجي بتسفيره وبالفعل تم تسفيره بضغط من أخي وبعد ما حدث مرضت فسافر بي خالي للأردن للنقاهة ومن هناك تمكنت من السفر لمصر وتزوجته عن طريق المحاكم المصرية وعند توجهي للسفارة السعودية لتوثق عقدي طلبوا وجود موافقة ولي الأمر ومنذ ثمان سنوات وأوراقي ترفع وحتى الآن لا أجد حلا".وختمت صفاء حديثها "كل ما أطلبه تصحيح أمر زواجي الذي أثمر ثلاثة أطفال وتمكيني من العودة لبلدي فيكفيني غربة عشرة أعوام وفسخ ولاية أخي الذي يهددني بالتحفظ علي حال دخولي الأراضي السعودية وحرماني من زوجي وأبنائي". من جهته قال المحامي محمد بن سعيد من الرياض إن قضية صفاء من القضايا الشائكة التي لابد أن تتدخل فيها هيئة حقوق الإنسان حتى تصل لتسوية مناسبة مع أخوها وتحل مشكلة مواطنة بعيدة عن وطنها. وأوضح أن أساس المشكلة في أن القاضي الذي عقد لها في مصر لا ولاية له عليها خصوصا أنها تزوجت بكرا وهي بزواجها هذا خالفت القانون المحلي للمملكة والقانون الدولي أيضا وكان عليها أن تلجأ لقاضي في بلدها حتى تتمكن من إسقاط ولاية أخيها ويكون بذلك القاضي وليها.وأشار إلى أن إجماع العلماء ينص على أنه لا زواج إلا بولي وخالفهم أبو حنيفة الذي كان يرى أن للمرأة تزويج نفسها ولكن تلميذه يعقوب الأنصاري لما تولى القضاء أبطل كل الأنكحة التي تمت بدون ولي.وأكد في ختام تصريحه أن إبطال الزواج الآن له مفاسد كثيرة منها تفريق زوجين وتشتيت أسرة والدين قائم على المصلحة والقاعدة الشرعية تنظر لمآل الأمور وواقع حال السيدة أنهاتزوجت وأنجبت وحياتها مستقرة الآن لذا يجب إقناع أخيها أن يساهم في استقرار هذه الأسرة أو فسخ ولايته وهو أمر لا إشكال فيه.من جهته، أوضح عبدالله الفهد من قسم الشكاوى بهيئة حقوق الإنسان لـ"الوطن" أن الهيئة جهة رقابية وعلى من لديه أي تظلم التقديم لجهات الاختصاص وإن لم تنفذ هذه الجهات الأحكام يرجع بعد ذلك للهيئة لمتابعة القضية، مبيناً أن بعض الشكاوى للأسف لا تحمل أرقاماً للهواتف أو وسيلة اتصال للرد على أصحابها وتوجيههم للجهات التي يجب أن يتوجهوا إليها قبل الهيئة.وشدد الفهد على أن الهيئة لا تهمل أي شكوى بل توجه صاحبها في حال وجود وسيلة اتصال، ورفض عضو قسم الشكاوى بالهيئة إعطاء المزيد من التفاصيل عن قضية صفاء إلا لمحاميها أو وكيلها.

الجمعة، 3 يوليو 2009



طلاب أمريكيون "يطعسون" في بحرة
الطلاب الأمريكيون أثناء زيارتهم للمملكة
الرياض: فاطمة باسماعيل
أنهى أربعة طلاب أمريكيين من معهد المدنية الأمريكي زيارة للمملكة استمرت 16 يوما تنقلوا خلالها بين الرياض وجدة وعسير، وزاروا عددا من الأماكن منها المتحف الوطني وحصن المصمك والدرعية وجمعية الأطفال المعاقين ومدارس الملك فيصل، وفي عسير التقوا بأمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد. كما زاروا جبال السودة وقرية رجال ألمع التي تضم متحف الفنون والحرف، كما التقوا في مدينة جدة بالأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، وزاروا منطقة البلد وسط مدينة جدة ومركز العون. كما قاموا برحلة بحرية والغوص كما ركبوا الخيل في إحدى الإسطبلات المحلية، وزاروا مدينة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا. كما قاموا برحلة إلى كثبان مدينة بحرة الصحراوية ومارسوا رياضة التطعيس التي وصفوها بالرائعة.التقت "الوطن" بالطلاب الأربعة في آخر يوم لهم في الرياض حيث عقدوا مؤتمراً صحفياً في فندق الفيصلية برفقة مشرف الرحلة مدير معهد القيادة المدنية دارين خيروال، والذي اعتبر الزيارة للمملكة مثمرة وهي الزيارة الأولى له وأكد أن هناك زيارة أطول في المستقبل.وقال لـ"الوطن" إن أسئلة كثيرة كان يعتقد أن لديها إجابة عنها بخصوص المملكة، ولكن هذه الزيارة أكدت العكس، وأشاد بما اطلع عليه في المملكة من تطور ورأى أن هناك رغبة حقيقية للمزيد من قبل الشعب والحكومة، وأكد على أن التعليم أهم وسيلة للتفاهم بين الشعوب لأننا قد نختلف، ولكن من المهم أن نعلم أسباب هذا الاختلاف.وأكد خيروال أن هناك توجهاً لافتتاح مدارس بمناهج عالمية ضمن سلسلة من المدارس التي افتتحت في عدد من الدول بلغت حتى هذا العام ثلاثة آلاف مدرسة، مشيراً إلى أن هذه المدارس سيصل عددها خلال العشر السنوات المقبلة عشرة آلاف مدرسة.وأضاف أنه توجد حالياً في أمريكا 900 مدرسة تطبق النظام نفسه تحت إشراف جمعية خيرية مقرها بريطانيا، مبيناً أن هذا النوع من المدارس أسس في سويسرا قبل 40 عاماً. وأوضح أن ثلاث مدارس في المملكة بدأت بتطبيق النظام العالمي منها مدارس الملك فيصل وهناك مخاطبات مع وزارة التربية والتعليم لافتتاح مدارس إضافية وأبرز ما يميز هذا النظام التشابه الكبير بين المناهج في كل الدول التي تخضع له.من جهتها، قالت الطالبة تيرارا (19عاما) - من جامعة بودن ولاية ماين أنها متحمسة لتري ذويها الصور التي التقطتها في المملكة، وقالت إن هدفها من الزيارة معرفة الحياة الخاصة للسعوديين داخل بيوتهم.وأضافت أن "أكثر ما أثار إعجابها اختيار السعوديات للحجاب كخيار عند الأغلبية، وليس الفكرة السائدة بأنهن مجبرات عليه"، أما ميتا- طالبة الثانوية- فقالت إنها سمعت عن الرحلة وكانت متحمسة للحضور، ووجدت أن المجتمع السعودي منفتح، وليس كما يشاع، وأن ثقافة السعوديين غنية.من جانبه قال الطالب الوحيد بالرحلة دانيا (16 عاما) أن السعوديين لديهم دافع كبير للتغيير، وأن مدن المملكة بنيت في وقت قصير، وتتفوق في ذلك الزمن على أمريكا في سرعة بناء المدن. وأكد دانيا أنه من الخطأ المقارنة بين الثقافات والتفضيل بينها، فلكل بلد عاداته وتقاليده التي يتميز بها، مبيناً أن ما رآه من تناسق في السعودية بين الرجال والنساء. حيث ترتدي المرأة العباية والرجل الثوب يدل على أنه لا مشكلة في ذلك.وأيدته جابريلا (17 عاما) في أن الجمال في الاختلاف وليس التشابه بين الثقافات، وقالت إنها بعد أعوام عديدة ستتذكر هذه الرحلة على أنها كانت رحلة مختلفة.