الجمعة، 15 مايو 2009


الشاي الأبيض ينافس الأحمر والأخضر
الرياض: فاطمة باسماعيل
بات بمقدور عشاق شرب الشاي في السعودية المفاضلة بين العديد من الأنواع المختلفة لهذا المشروب، ولم يعد الأمر مقتصراً على ما كان عليه في الماضي، أي الشاي الأحمر أو الشاي الأخضر.وتظهر إحصائيات رسمية موثقة من الغرفة التجارية في مدينة الرياض أن الأسواق السعودية تستورد سنوياً نحو 11 ألف طن من مادة الشاي، بقيمة إجمالية تزيد عن 228 مليون ريال. ومن جهة ثانية، تظهر الإحصائيات كذلك أن معدل ما يشربه المستهلكون في السعودية من الشاي يومياً يبلغ أكثر من مليون لتر، بقيمة تصل إلى ثمانمائة ألف دولار سنوياً.ويأتي الشاي الأسود في مقدمة الأصناف التي يتم استيرادها إلى الأسواق السعودية، وذلك بنسبة 10 آلاف طن سنوياً، بينما يتوزع الألف طن الأخير على بقية الأنواع الأخرى من مادة الشاي والتي تزيد عن 70 نوعاً أشهرها الأخضر والأبيض الذي يعرف أيضاً باسم شاي الظل.ويشير الدكتور أحمد الطيب مدير التشغيل في شركة "وولين هوبت" الألمانية التي تعتبر إحدى أكبر شركات الشاي في العالم: أن هناك أكثر من 70 خياراً أمام المستهلك، وأن شاي الظل أو الشاي الأبيض أصبح الآن هو المتصدر لأباريق الشاي ولموائد الضيافة على حساب الشاي الأخضر والأحمر وغيرهما من الأنواع الأخرى.ويلفت الطيب إلى أن الشاي الأبيض يعتبر من أندر وأفخر الأنواع، لأنه يجمع خلال 48 ساعة أو أقل من وقت اكتمال نضج البراعم الأولي وتفتحها وهي مغطاة بشعيرات حريرية بيضاء. وهو أيضاً وعلى عكس الشاي الأسود والأخضر، فإنه لا يلف أو يبخر، لكنه ببساطة يجفف عبر تعريضه لأشعة الشمس الطبيعية مما يحفظ العوامل المضادة للأكسدة بداخله بشكل أكبر.ويوضح الطيب أن الشاي الأبيـض يحتـوي على 3 أضعـاف مادة (البوليفينول) المضادة للأكسدة، التي يحتوي عليها الشاي الأخضر، وبالطبع نسبة أقل من الكافيين. وإلى جانب كونه مفيداً أكثر فإن سائله يتمتع بلون كهرماني باهت افتح من لون الشاي الأخضر ولا يحتوي على نفس الرائحة، وأوراقه البيضاء أكبر وأفتح وأرق من الشاي الأسود والأخضر والشاي الصيني، لذا يجب وضع أوراق أكثر في الفنجان.وينبه الدكتور الطيب إلى أنه بالنسبة لمعتادي شرب القهوة والشاي الأسود القـوي، فإن مذاق الشاي الأبيـض يعد خفيفاً، لكنه مختلف تماماً في المذاق وفي اللـون الأصـفر الفـاتح النقـي المتداخل مع العبير المنعش قليل الحلاوة.ويشير كذلك إلى أن الشاي الأبيض له عدة أنواع، من بينها: الشاي الأبيض الصيني (باي مو تان)، وشاي الأزهار المكون من (زنبق الياسمين، زنبق الأوزمانثوث، رد كورناشين، والأقحوان)، وشاي زهرة الكريز الياباني.ويضيف الطيب: الفوائد التي يمكن الحصول عليها من الشاي الأبيض أكثر وأقوى من فوائد الشاي الأخضر، فهو لا يحتوي على أي إضافات أو مواد حافظة، كما أنه يحتوي على أعلى نسبة تركيز من مضادات الأكسدة، بالإضافة إلى أنه يعمل كحارق للدهون ومنق للدم ومضاد للشيخوخة، وهو كذلك يحتوي عل فيتامينات (الأمينو أسيد), مما يجعله مفيداً للبشرة حيث يساعد في الحفاظ على نعومتها ونظافتها ويقلل خطر الإصابة بالسرطان.الشاي وشجرة الكاميلياوكشف الطيب أن هذا المشروب السحري مستخلص من نبتة تدعى شجيرة "الكاميليا" ذات التجاويف, وهي نبتة دائمة الخضرة تنتج لنا الشاي الأخضر والأسود معاً. موضحاً أن هذه الشجيرة تحتاج إلى طقس دافئ لتنمو وقد يصل ارتفاعها إلى 90 قدماً أو أكثر, ويتم معالجة أوراق الشاي ودرجة تعرضها للأكسجين، بطريقة تحدد نوعية الشاي المستخلص منها, ويطلق على عملية الأكسدة التخمير، حيث تخضع أوراق الشاي لردود أفعال كيميائية تنتج التميز في اللون والخصائص لكل نوعية بشكل منفصل.ولفت إلى أنه يتم تذبيل الشاي وليس أكسدته عبر التبخير أو التسخين الفوري لمنع الأكسدة ثم يلف ويجفف، ومما يميزه اللون الأخضر الفاتح والمذاق الناعم والمنعش، فبعد اقتلاعه يتم تبخيره وتجفيفه ليكتسب لوناً فاتحاً ونكهة ناعمة, أما الشاي الأسود فيخمر قبل التجفيف لينتج أوراقاً داكنة اللون ونكهة قوية ذات رائحة عطرية.وبين الطيب أن من الاختلافات بين الشاي الأسود والأخضر أن الأخير لا يخمر ولكنه يبخر قبل التجفيف، وأن هناك إضافات متنوعة للشاي الأبيض منها الأعشاب والفواكه. وأشار إلى أن البعـض ومن باب الخطأ الشائع يطلق على بعض أنواع الشاي اسم شاي أعشاب، وهذه تسمـية خاطـئة، لأن هـذه الأعشـاب ليسـت شايـاً على الإطلاق، وخصـائصها تختـلف عن خصائص الشاي، وهي عبارة عن مشروب عشبي، أما شاي الأعشاب فقد يدخل في تركيبه عنصر واحد أو مزيج من أعشاب الزهور والتوابل والفواكه والتوت وغيرها من النباتات الأخرى، وهي تتميز بتأثير مرطب ومهدئ حيث إنه لا يحتوي على الكافيين.

ليست هناك تعليقات: