الجمعة، 24 أبريل 2009




المقدم فاطمة البدارين
الرياض: فاطمة باسماعيل
بعضهن تفضل لقب "ملاحظة" على لقب سجانة، لأن هذه المهنة كانت سبباً في نفور الخطيب والجيران منها.قد تكون هذه المواقف الدافع وراء إقدام جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية لإجراء دورة تحت مسمى "تنمية مهارات العاملات في السجون" لتعريف المجتمع على الوجه الآخر لهؤلاء العاملات "اللاتي يتمتعن بإنسانية عالية وروح مرحة عكس ما يشاع عنهن"، كما قالت منسقة الدورة التي رفضت الكشف عن اسمها.الـ24 سجانة أو "الملاحظة" عبرن عن سعادتهن بالدورة وطالبن بتكثيفها وتمديد وقتها، وهو ما عبرت عنه كل من خيرية إبراهيم علي من (سجن مكة)، وهدى الغامدي وحنان السلمي (سجون الطائف)، وفاطمة فهد الماجد (سجن عسير) وجميلة محمد الحويطي (سجن ضبا)، وعدوية حسين مطر (سجن الدمام)، وشادية الرويلي (سجن عرعر).هذا ويتولى الإشراف العلمي على الدورة العقيد محمد بن عبدالله الشهري من المديرية العامة للسجون، فيما تقوم بالتدريب المقدم فاطمة البدارين التي نقلت إلى المتدربات تجربة مركز إصلاح وتأهيل النساء في الأردن.
اختلطت الهموم الشخصية والمهنية لـ 24 من العاملات بالسجون من مختلف مناطق المملكة المشاركات في الدورة التدريبية التي تقيمها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية تحت مسمى "تنمية مهارات العاملات في السجون".وبدأت الدورة مطلع هذا الأسبوع وتستمر حتى 3/5/1430هـ، وكانت أبرز هموم العاملات تنصب على نظرة المجتمع التي حدت ببعضهن لتفضيل لقب ملاحظة على لقب سجانة مما جعل خطوبة إحداهن تفشل لثلاث مرات وأخرى تنتقل من جوارها جارتها التي عرفت عن طبيعة عملها بعد زيارة قصيرة ترحيبية، إلى ضعف في تجهيزات سجون النساء خصوصا في المناطق البعيدة عن العاصمة.وأوضحت لـ "الوطن" منسقة الدورة - التي لم ترغب بذكر اسمها - أن الحاجة لمثل هذه الدورات للتعرف على الوجه الآخر للعاملات لأن كثيرات من العاملات بالسجون بتن يفضلن لقب ملاحظة على سجانة وذلك بسبب نظرة المجتمع لها، وسمعت قصصاً كثيرة من العاملات بالسجون بعضهن خطبت ثلاث مرات وبسبب طبيعة عملها لا يكتمل مشروع الزواج وأخرى انتقلت جارتها بعد معرفتها بأن جارتها تعمل بالسجون. وقالت إن السجانات يتمتعن بإنسانية عالية وروح مرحة عكس ما يشاع عنهن.من جهتهن عبرت المشاركات في الدورة عن سعادتهن بالمشاركة في مثل هذه الدورات وطالبن بتكثيفها وتمديد وقتها وهو ما أكدته خيرية إبراهيم علي من سجن مكة والتي تشارك في هذه الدورة لأول مرة رغم أنها تعمل في المجال الأمني منذ خمسة عشر عاماً وهو حال أسماء فراج نصيب التي تعمل منذ 12 عاماً. وطالبت هدى الغامدي من سجون الطائف بتدريبات على فنون القتالية والسلاح. أما حنان السلمي من سجن الطائف فطالبت بالمساواة في الرتب العسكرية بين السيدات والرجال.واشتكت فاطمة فهد الماجد من سجن عسير من عدم وجود عزل صحي في السجن النسائي بعسير رغم أن المنطقة حدودية وتكثر أمراض المقبوض عليهن، كذلك نقص في كمرات المراقبة والمكاتب الإدارية وعدم وجود مظلات لساحات السجن المفتوحة تقي السجينات من حرارة الشمس.أما جميلة محمد الحويطي والتي تعمل في سجن ضبا من ستة أعوام فأكدت أن عدم توظيف موظفات في السجن يشكل مشكلة، فعدد الموظفات ثلاث سجانات فقط ويقمن بكل الأدوار.وطالبت عدوية حسين مطر والتي تعمل بسجن الدمام من 18 عاماً بعمل دورات في كل مناطق المملكة وعدم اقتصارها على العاصمة. أما شادية الرويلي من سجن عرعر فطالبت باحترام اكبر لدور السجانة التي تتعرض لمضايقة من الكل بخلاف زميلها العامل بالسجون.من جهتها أوضحت مديرة سجن النساء في الرياض أمل أبو عراج أن تدريب الموظفات قبل التحاقهن بالعمل من الأولويات المقترحة وأشادت بالدورة كونها متخصصة.وتهدف الدورة إلى التعريف بالمؤسسات الإصلاحية (السجون) كمؤسسات اجتماعية ضرورية لها أهدافها ووظائفها مثل بقية المؤسسات الاجتماعية الأخرى والتعريف بالعقوبات السجنية وفلسفتها وأهدافها وتطوراتها والوقوف على البرامج التاهيلية كأهم وظيفة للمؤسسات الإصلاحية. كما تهدف إلى التعرف على ضرورة المعاملة الإنسانية للنزيلات في إطار الأخلاق الإسلامية وفي إطار قواعد الأمم المتحدة للحد الأدنى لمعاملة النزيلات وقواعد الأمم المتحدة لحماية نزلاء المؤسسات الإصلاحية وتزويد المشاركات بالدورة بالنظام الذي يحكم المؤسسات الإصلاحية في المملكة وأنواع المؤسسات الإصلاحية واللوائح التي تحكم العاملات في المؤسسات الإصلاحية والإحاطة بالقواعد الشرعية التي تحكم الإيداع في المؤسسات الإصلاحية والإفراج عن النزيلات والتعريف بالرقابة القضائية والأمنية على مهام أو عمل العاملات في المؤسسات الإصلاحية والتعريف بأهمية تصنيف النزيلات في المؤسسات الإصلاحية وأهمية تطبيقها كواحدة من قواعد الأمم المتحدة لمعاملة النزيلات وإحاطة العاملات في المؤسسات الإصلاحية بطبيعة وخصوصية النزيلات واختلافهن عن النزلاء من الرجال وطبيعة جرائمن واختلافها عن جرائم الرجال والتعريف بالإجراءات الأمنية داخل المؤسسات الإصلاحية للنساء وطبيعتها وأهمية وأهداف الالتزام بها وتبيان حقوق وواجبات النزيلات في المؤسسات الإصلاحية طبقا للشريعة الإسلامية والقواعد الدولية المعمول بها. ويتولى الإشراف العلمي على الدورة العقيد محمد بن عبدالله الشهري من المديرية العامة للسجون.من جهتها استعرضت مديرة المركز المقدم فاطمة البدارين تجربة مركز إصلاح وتأهيل النساء في المملكة الأردنية الهاشمية وهو سجن النساء الوحيد في الأردن، وتبلغ مساحته 11 ألف كيلومتر ويحتوي على قاعة رياضية وحاضنة أطفال نموذجية وسوبر ماركت داخلي ورغم انه يستوعب حتى 450 نزيلة إلا أنه يحتوي على 250 نزيلة فقط. وذكرت البدارين لـ"الوطن" أن المشاركات في الدورة قدمت لهن دورات في مهارات التفتيش والضوابط القانونية لذلك وقواعد كتابة تقارير الضبط ودار النقاش حول التعرف على السجون بين البلدين. وقالت إن إدارة السجون لا اختلاف بينها ولكن تعرفت المتدربات على تجربة السجن النسائي في الأردن والذي تعمل به 200 شرطية و59 ضابطة تتدرج رتبهن العسكرية حتى عقيد وهي الرتبة التي تنتظر أن تحصل عليها المقدم فاطمة بعد ستة أشهر.وأشارت أن سجن النساء في الأردن افتتح عام 2000 ولكن تدريب النساء على العمل العسكري بدأ منذ افتتاح معهد الأميرة بسمة للشرطة النسائية عام 1972 وهذا ما جعل السجن النسائي بالأردن من السجون النموذجية التي فازت بجوائز على مستوى الجمعيات الحقوقية.

ليست هناك تعليقات: