الثلاثاء، 3 مارس 2009




الرياض: فاطمة باسماعيل
رصدت "الوطن" أمس تفاصيل يوم عمل طويل لنائبة وزير التعليم لشؤون البنات نورة الفايز. ورغم أن النائبة لم تكمل أسبوعين في منصبها الجديد فقد احتشدت عشرات المعلمات وطالبات الوظائف للشكوى أو المراجعة.. فمنهن من تعود قريرة العين، ومنهن من تقابل بـ"التوظيف ليس بيد النائبة، بل بيد ديوان الخدمة".وتستقبل المراجعات عادة الموظفة "أم عبدالملك" التي تبدو على ملامحها البشاشة طوال الوقت، طالبة من كل زائرة كتابة اسمها والمطلوب من الزيارة. ثم تتوجه المراجعة إلى جهة اليسار لتصعد حيث درج السلم لترتقي به إلى الدور الأول ومن ثم الوصول إلى مكتب النائبة.
منذ تولي نائبة وزير التعليم نورة بنت عبدالله الفايز منصبها الجديد باتت محط أنظار كل من تريد وظيفة بالتعليم أو تحسين مستوى أو نقل، ولم يعد مبنى وزارة التربية والتعليم الكائن بحي الوشم بالرياض، بعيدا عن معلمات من مدينة حفر الباطن أو حائل أو جازان اللائي ينتظرن مقابلة نائبة الوزير لتحقق لهن ما عجز الرجال عن توفيره في الماضي.في مبنى (4) بوزارة التربية قطاع تعليم البنات تواجدت "الوطن" بالأمس لترصد المشكلات التي ستطرحها المراجعات على نائبة وزير التعليم والتي لم تكمل أسبوعين منذ توليها المنصب، والمبنى لا يخلو من مراجعة تدخل وكلها أمل بحل مشكلتها أو أخرى تجر آمالها الخائبة بعد إفهامها بأن التوظيف ليس بيد النائبة بل بيد ديوان الخدمة المدنية.بعد اجتياز الباحة الخارجية للمبنى ودخول مبنى (4) يتواجد على اليمين مكتب (خدمة المراجعات) حيث تستقبل الزائرات الموظفه "أم عبدالملك" التي تبدو على ملامحها البشاشة لتطلب من كل زائرة كتابة اسمها فقط والمقصود من الزيارة، ثم توجه الى جهة اليسار لتصعد المراجعة درجات السلم لترتقي إلى الدور الأول لتصل إلى مكتب نائبة الوزير وما ان تدلف المراجعة إلى المكتب تبدأ مهمة السكرتارية في تحديد المعلومات الأولية وتنظيم ترتيب الدخول، وتنتظر المراجعات خارج مكتب السكرتارية حيث لا تتعدى المساحة ثلاثة كراسي حديدية متصلة ببعضها، وتبقى بقية المراجعات واقفات حتى تدخل إحداهن وتجلس مكانها، وغالبا لا تتعدى فترة المقابلة ربع ساعة.في هذه الأثناء كانت تنتظر زهراء معلمة البند التي تخرجت من عشرة أعوام ولم يتم تثبيتها في وظيفة منذ تخرجها، حضرت من مدينة حفر الباطن من ليلة سابقة تحمل ملفها على أمل أن تجد وظيفة تشعرها بالاستقرار المادي والمعنوي وقد أضنتها وعود المسؤولين في مدينتها، ووجدت في من تولت منصبا قياديا في التعليم أملاً جديداً وإن كانت تخفي شعوراً بعدم جدوى هذا المشوار الذي استغرق ست ساعات ذهاباً ومثلهن للعودة، ولكنها خرجت مستبشرة رغم أنها تحمل ملفها الأخضر الذي تحمله من عشر سنوات. خرجت بورقة كتبت عليها النائبة اسم مدير شؤون المعلمات الدكتور راشد الفياض للمراجعة، إلا أن ذلك بعث أملاً لزهراء عسى أن تكون فيإحدى الدفعتين اللتين سيتم توظيفهما في مدينتها حفر الباطن كما أخبرتها النائبة.وعلى بعد أمتار جلست إحدى المراجعات وليس لديها سوى شهادة الثانوية العامة ولكنها قالت: إن إحدى قريباتها وجدت وظيفة بشهادة الثانوية وتتوقع أن توفر النائبة وظيفة مماثلة لها ولو كانت إدارية ولكن سرعان ما تبدد هذا الحلم.أما (أم فهد)، وهي خريجة اقتصاد منزلي والتي أصرت على أن تدخل على أعلى سلطة نسائية في وزارة التعليم فخرجت غاضبة بعد أن فشلت في الاقتناع بأن الفايز لا تملك لها وسيلة للتوظيف وأن عليها أن تتقدم حسب القنوات الرسمية عبر ديوان الخدمة.وعبرت لـ"الوطن" عن إحباطها قائلة "توقعت منها الكثير ولكنها صدمتني".أما أم خالد وهي سيدة مسنة، فاستقبلتها الفايز لتسمع شكواها حيث تخرجت ابنتها في تخصص الكيمياء من سنوات ولم تجد وظيفة، وكذلك حال أم محمد التي أرادت أن تنقل مقر عملها من حائل إلى الجوف، وهنا تتدخل سكرتيرة الفايز لتوجه طالبات الوظائف بأن نائبة الوزير ليس بيدها وظائف وعليهن الرجوع للخدمة المدنية.وبعد يوم عمل شاق تظهر الفايز من باب آخر لتتوجه لدورة المياه التي في آخر الرواق لتغسل عنها عناء يوم من استقبال المراجعات اللاتي تقطعت بهن السبل عند بابها، ومع وداع إحدى الموظفات لنا عند بوابة الإدارة وهي لا تعرف أننا من صحيفة "الوطن"، حذرتنا من إطالة الانتظار في الفناء الخارجي بسبب "تسلل قرد مشاغب ربما يؤذينا"!، وهنا ارتسمت علاماتالتعجب، فماذا يفعل قرد في إدارة تعليم البنات ومن أين أتى؟.

ليست هناك تعليقات: