غادة المطيري لـ"الوطن": أبحاثي الطبية تخدم زراعة الأعضاء واكتشاف الأمراض مبكراً
سجلت براءات اختراع لأربعة ابتكارات جديدة في الهندسة والطب وتترأس فريقا بحثيا يتألف من 13عالماً في كاليفورنيا
غادة المطيري
الرياض: فاطمة باسماعيل
عادت العالمة السعودية غادة المطيري إلى أرض الوطن لتشارك بورقة عمل في منتدى التنافسية العالمي بعد عامين من الغياب عن المملكة حيث استقبلت بحفاوة كبيرة على كافة المستويات وأجرت محادثات على مستويات عالية حول عدد من المشاريع منها مركز أبحاث متقدم جداً تموله عدة جهات حكومية وخاصة. وقالت المطيري في تصريح صحفي، هو الأول الذي تدلي به لصحيفة محلية بعد عودتها: إنها تعكف حاليا على إنجاز عدد من المشاريع التي ستكون لها أصداء واسعة عما قريب، كما أشارت إلى أنها فرغت مؤخراً من تسجيل براءة اختراعها في أمريكا لتحفظ حقوقها الفكرية.وخصت المطيري "الوطن" بنبذة عن هذه المشاريع، وقالت إن أول مشاريعها تتعاون فيه مع جامعة كاليفورنيا ومدته ثلاث سنوات، وهو مشروع تتطلع إلى أن تنتج من خلاله مادة تتميز بالمرونة والقوة وتساعد المباني على تحمل العوامل الطبيعية مثل الزلازل. مشيرة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تعمل فيها في مجال غير الطب، بل سبق لها وعملت خلال عامي 2000 و2005 على تصنيع مادة بلاستيكية تتميز بالمرونة الشديدة كالعضلات وتخدم عدة مجالات في صناعة الروبوتات مثلا، وهي مادة يستفيد منها الأطباء ورواد الفضاء وحتى صانعو الرسوم المتحركة.ولفتت المطيري إلى أن مشروعها الجديد يعتمد على جعل المباني أخف عبر ابتكار مواد خفيفة وقوية في نفس الوقت، ويتم تثبيتها ووضعها على الحديد بحيث لا تنفصل عنه وتمنحه مرونة عالية، وذلك ضمن التوجهات الهندسية المعمارية المبتكرة التي تعكف عليها الجامعة.وتضيف المطيري أن مجال عملها هو تطويع المواد الأساسية لخدمة الطب أو الهندسة أو أي مجال آخر ولكنها تركز على استخدام المواد لخدمة المجال الطبي وأنها تعمل حاليا في كاليفورنيا في مركز الأبحاث الذي ترأس فيه فريقا بحثيا يتكون من 13عالماً من مختلف الجنسيات على ثلاثة مشاريع طبية أولها موضوع التطعيم، مشيرة إلى أن هناك أمراضا لا يمكن التطعيم ضدها مثل الإيدز مثلا لأن ميكانيكية التطعيم هي قتل الفيروس ثم إدخاله للجسم حتى يقاومه، إلا أن هناك أمراضا لا يمكن أن تجرى عليها هذه العملية، إلا أنها بصدد إيجاد طريقة لذلك، بالإضافة إلى اعتزامها تغيير عملية التطعيم ذاتها من كونها حقن إلى بخاخ عبر الفم. وأوضحت المطيري أن مشروعها الثاني يتمحور حول اكتشاف الأمراض مبكرا عبر رصد إشارات المرض، وفي هذا الصدد تقول "إن أي مرض قبل بدايته وظهور أعراضه بشكل واضح يتسبب للجسم بعدد من التغيرات الكيميائية، ونحن كفريق متخصص نتحدث مع الأطباء والمتخصصين حول هذه التغيرات ثم نصنع مواد تحدث تغييرا في بيئة المرض، بحيث نستخدم هذا التغيير ليعطينا إشارات لاحتمالية الإصابة بالأمراض المختلفة، وبهذا يمكننا توقع ماذا سيصيب أي شخص من أمراض بوقت مبكر".وتقول إن مشروعها الثالث أثار اهتماما دولياً أكثر من أي من الأبحاث الأخرى، ومن خلاله فإنها تعتمد على الخلايا الجذعية بحيث تؤخذ هذه الخلايا وتضاف إليها مواد وتشكل حسب ما يريد العالم، مشيرة إلى أن هذه الفكرة تساعد في زراعة الأعضاء مثلا بحيث تضاف مواد على الخلية في وقت معين وبكمية محددة فتنتج لنا خلايا كبد مثلا أو خلايا عضلة القلب أو خلية مناعية، مشيرة إلى أنهم يصنعون المواد الكيميائية التي تساعدهم في تحقيق تلك الأهداف.وأثنت المطيري في ختام حديثها لـ"الوطن" على الحفاوة الكبيرة التي استقبلت بها وتمنت العودة للعمل في أرض الوطن وأن تتمكن من تقديم كل هذه المنجزات لأبناء وطنها ولعائلتها التي ظلت تساندها باستمرار.