الأحد، 27 ديسمبر 2009

احدى حالات العنف
حالة عنف أسري بشميسي الرياض في شهر
مطلوب سياسات واضحة لحماية المرأة والطفل


الرياض: فاطمة باسماعيل

ناقشت المشاركات في اللقاء العلمي لحماية الأسرة والحد من العنف والإيذاء ضد المرأة والطفل صباح أمس العديد من القضايا الهامة والوقائع المتعلقة بالعنف الأسري والاعتداءات التي تتعرض لها المرأة وكذلك الطفل. اللقاء نظمه قسم التثقيف الصحي وخدمة المجتمع بكلية العلوم الصحية للبنات بالرياض بمقر الكلية بالرياض. وشارك فيه عدد من المتخصصات حيث طالبت الحاضرات بتكاتف الجهات المعنية لحماية المرأة والطفل من العنف وإيجاد سياسات واضحة في ذلك. وأكدن أن الوقت قد حان للحديث عن العنف في المجتمع بصراحة أكبر وأشرن في حديثهن إلى قصور بعض الجهات الحكومية في التوعية خصوصا وزارة التربية والتعليم التي لا يوجد فيها أي برنامج توعوي للطلاب والطالبات لحمايتهم من التحرش الجنسي أو العنف بكل أشكاله. وأشارت الدكتورة سارة العبدالكريم إلى أهمية تعليم الأطفال كيفية حماية أنفسهم عبر رفض أي ممارسة غير مرغوب فيها بصوت عال والهرب من الشخص المعتدي وإخبار شخص يحبه الطفل.
وأكدت أن المدارس لا يوجد بها أي برنامج لتعليم الطفل كيف يحمي نفسه خصوصا أن 70%من المعتدين يكونون من أقارب الطفل والمحيطين به وهم من أسمتهم العبدالكريم بـ(المجرم الخفي). وأكدت على أهمية الرقابة على الأبناء وإعطائهم الأمان للحديث بحرية مع الوالدين. وبينت في ختام محاضرتها بعض الأرقام التي تفيد في الإبلاغ عن حالات الاعتداء منها رقم وحدة الحماية 1919 وهو رقم موحد كذلك رقم الحماية الاجتماعية 2875242. وأكدت فنية الطب الشرعي بمستشفى إلى الملك سعود جهير المانع لـ"الوطن" أنه خلال شهر ذي القعدة الماضي راجعت 150 حالة مابين نساء وأطفال مركز الطب الشرعي بمستشفى الشميسي, وكلها حالات اعتداء واغتصاب وأشارت وهي تستعرض بعض الصور التي راجعت المستشفى أنها حاولت اختيار صور غير صادمة رغم فداحتها لأطفال تم خنقهم أو ضربهم والاعتداء عليهم. وعن المعتدى عليهم أشارت إلى أن غالبيتهم من النساء بصفة عامة وأطفال وذوي احتياجات خاصة ومساجين وأقليات وقاطني ملاجئ ومشردين.
وأشارت إلى أنه في كل مديرية فريق يهتم بهذه الحالات كما أن في كل مستشفى لجنة للحماية ويتم إصدار تقرير بالحالات خلال 24 ساعة ويتم التواصل مع إمارة المنطقة والشرطة.
واستعرضت أوراق رسمية يتم بواسطتها الإبلاغ عن الاعتداءات.
وأكدت استشارية النساء والولادة بمجمع الملك سعود الطبي الدكتورة منى بنت محمد العواد أن على المرأة أن تعرف حقوقها ولا تسمح بأي نوع من العنف ضدها ودعت إلى دعم لجنة الأسرة في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في المملكة ودعم اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة في يوم 25 نوفمبر من كل سنة والذي أعلنت عنه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1999 واعتبرت العنف الأسري هو ظاهرة اجتماعية خطيرة حوّلت حياة بعض النساء إلى جحيم لا يطاق‏.
وتحدثت عن أنواع العنف ومنه الجسدي والجنسي والاقتصادي والنفسي وذكرت إحصاءات عالمية وعربية تبين تزايد مسألة العنف الأسري في العالم أجمع. وأرجعت أسباب العنف إلى غياب السياسات والتشريعات الاجتماعية التي تعالج العنف وتحد من وقوعه كذلك اعتبرت أن أسباب متعددة وشائكة ترتبط أحيانا بالظروف الاجتماعية والاقتصادية الداخلية وأحيانا بالعادات والتقاليد أو بالنزعة العدوانية لدى الرجل لكونها مجرد امرأة. ومنها ميول الرجل للتحكم بالزوجة وعدم احترامها والاستهزاء بها وبقدراتها، والتعامل معها، فضلا عن إحساسها الداخلي بعدم الثقة والخوف، والرعب من فكرة الطلاق. وغياب الوازع الديني بحكم انشغال الأم والأب خارج المنزل نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تعانيها الأسر العربية. كما أن ارتفاع سن الزواج بسبب الظروف الاقتصادية جعل من الصعوبة على الشباب تحصين أنفسهم وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "من تزوج فقد أحصن نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر". ومن هنا يلجأ الشاب إلى الحصول على ما يريد من أسهل الطرق. ومن أسباب تلك الظاهرة عدم تمكن الضحايا من الوصول إلى الأجهزة الضبطية لتقديم الشكاوى خوفا من الفضيحة والطلاق وافتقار المحاكم الشرعية إلى عناصر نسائية في الجهاز القضائي لمساعدة المرأة على التعامل مع قضايا العنف الذي تواجهه في المنزل.وعدم توفر عدد كاف من مراكز الاستشارات الأسرية التي تقدم المساعدة للمرأة ضحية العنف. وطالبت عميدة الكلية الصحية الدكتورة حصة السلولي بعدم السكوت عن العنف الذي تتعرض له المرأة والتي تصمت للأسف حيال ما يحصل لها وطالبت بقوانين لحمايتها حتى لا تخشى المطالبة بحقوقها مثل استقطاع نفقتها من راتب زوجها عنوة وتوفير سكن لها ولأبنائها.

الأربعاء، 23 ديسمبر 2009



يوم مع نائبة وزير
"الفايز" تعيد مسؤولات التعليم إلى عهد الصبا وقصائد تمجد انتزاع النساء لأحد قلاع الرجال
ضيفات المنتدى في الغاط القديمة
الرياض: فاطمة باسماعيل
نحو 400 كيلو متر مربع.. هي مسافة الطريق من الرياض إلى محافظة الغاط ذهابا وإيابا، و28 ساعة هي مدة زيارة الوفد النسائي من قيادات وزارة التربية والتعليم بقيادة نائبة الوزير نورة الفايز وعدد محدود من الإعلاميات تم اختيارهن لحضور منتدى منيرة بنت محمد الملحم لخدمة المجتمع، الذي يقام للسنة الثانية على التوالي بمركز الرحمانية الثقافي بمحافظة الغاط تحت إشراف مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية، وباستضافة كريمة من مساعدة مدير عام المؤسسة لشؤون القسم النسائي لطيفة بنت عبدالرحمن السديري. توجهنا صباح الخميس الماضي إلى مركز والدة الأمير فيصل بن فهد للتوحد في الرياض حيث تنتظرنا حافلة لتقل جميع المدعوات. ومنذ اللحظة الأولى التي ضمتنا فيها الحافلة؛ تحررت نائبة وزير التربية والتعليم لتعليم البنات من البروتوكول الرسمي، وطلبت من الجميع أن ينادوها بـ"أم بدر" أو "نورة" فقط. وبدأت هي بذلك حيث حرصت على مخاطبة موظفاتها وتدليلهن بمناداتهن "يا صبايا".وسرعان ما أشاع ذلك جوا من المرح والسرور بين الحاضرات، وأعاد بعضهن إلى زمن جميل، تحرص رئيستهن على إعادتهن إليه كل مرة تناديهن فيها حتى في المحافل الرسمية.في الحافلة.. اختلطت الأحاديث الجادة بالهازلة، وكان للإعلامية فاطمة العنزي دورها حيث أمسكت بالميكرفون بحرفية، لتضفي على المسافرات أجواء مبهجة وكأنها تبث أحد برامجها على إذاعة الرياض بعفوية وارتجالية، وجدت تأييد النائبة، عفواً أقصد أم بدر. وبدأت الزميلة العنزي بالترحيب بالحاضرات من قياديات وإعلاميات، وهنأتهن بعودة ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران المفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وأمير الرياض المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، وأنشدت أشعارا كتبتها بهذه المناسبة، نالت عليها تصفيقا حارا من الراكبات.فن الردودهنا افتتحت العنزي شهية الحاضرات للشعر، فما كان من مسؤولة التعليم الأجنبي بالوزارة الدكتورة هيا السمهري إلا أن بدأت بإلقاء قصيدة كتبتها بمناسبة حصول السيدات في وزارة التعليم على مبنى يليق بهن، انتزعنه من الرجال، وكيف أن هذا الأمر اعتبر نصرا للسيدات بقيادة قائدتهن الفايز، واستحضرت السمهري فنا قديماً ألا وهو فن الردود حيث قالت حينها:"يا نائب الوزير. تبدل المصير. من مكتب فقير . لبابه صرير. أثاثه حقير. وفراشه الحصير. وجاره الأثير. قطة تسير . وحمامة تطير . لمقعد وثير . ومشهد مثير . يفوح بالعبير . فراشه الحرير . كأنه السرير . وجاره الأثير . القائد البصير. وصانع التغيير . نائبنا القدير".فما كان من أحد وكلاء الوزارة إلا أن رد عليها بأبيات مماثلة قال فيها:"طالعكم منير. وحظكم أثير. سكنتم السدير. جاورتموا صاحبة القدر والتقدير . نائبة الوزير. من بعد ما جاورتم المواء والصرير. لا لوم أن أعلنتم البهجة والسرور. أوجدت القرائح الفرحى بمكنون الصدور. أنتن فخر القائد البصير. ورائد التجديد والتنوير. مليكنا المحبوب ذي القلب الكبير. تستاهلون الخز والحرير.والمكتب الوثير.وغاية العطاء والتقدير .تستفتحون يومكم بالورد والعبير.وماء له خرير. مبناكمو مجهز وبهوه كبير.تكييفه خطير.وماؤه كثير.وخيره وفير.ودائما منير.يزداد إشعاعا بربات الخدور.إخوانكن رغم البعد والتهجير. تفرقوا أيادي سبأ وحالهم كسير.يهنؤونكم ودمعهم غزير.لاحسدا لكنهم ما ألفو التغيير. فلتهنأن بذلك القرار والتقدير".وهو اعتراف من كبار المسؤولين باستحقاقهن لهذا التقدير. وكثيرة كانت الإشعار المؤيدة، إلا أن فكاهة إحدى القصائد رغم قصرها جعلت السمهري تقرؤها للحاضرات، وهي من أحد المسؤولين تحت قيادة الفايز نفسها أرسلها بعد اطمئنانه لرحابة صدرها، فضمن أبياته سخرية من انتصارهن، وأنهاه بمدح للنائبة. وقد تلقت المسؤولات أبياته بسعادة أكبر كونها كشفت مدى تحسر الرجال على بدايتهن القوية مع قائدتهن الفايز.يقول في أبياته "ما يغني الفقير.خبزه ولا عصير.والوقت مستدير. والعبرة في الأخير .ولا يحصل التقصير. في جانب السرير . هنا عمل كبير. ما هو نوم وشخير . عمر الصغير صغير . صغير في التفكير . ومهما حصل تغيير. حريمنا بهن خير . والفايز فيها خير . تعمل على التطوير. بالشرع تستنير.وعلى الهدى تسير.هموم التعليمووعدت السمهري بتضمين هذا الفن في ديوانها القادم. واستمر الحديث بين القيادات التعليمية في شؤون الحياة مثل تربية الأطفال وتقنية البلاك بيري التي خطفت عقول الشباب والفتيات، وكل مرة يعود الحديث لهموم التعليم، وهو ما رأت لطيفة السديري أن آثار أي تغيير إيجابي لن تظهر إلا بعد سنوات طويلة. وشدت على يد الفايز ومن معها بأن يصبروا ويستمروا ولا يلتفتوا لأحد في سبيل تحقيق الإصلاح في التعليم. وقد ضم الوفد النسائي التعليمي الذي قادته النائبة كوكبة من القيادات على رأسهن مديرة الإشراف التربوي بمدينة الرياض حصة الرميح ومستشارة النائبة والمشرف العام على مكتبها الدكتورة رقية العلولا والمستشارة بمكتبها الدكتورة بدرية العتيبي ومسؤولة التعليم الأجنبي وشاعرة الوزارة- كما يطلق عليها- هيا السمهري ومساعدة مدير تطوير المناهج الدكتورة هيا العواد ونائبتها لطيفة الدعيج ومديرة مكتب التربية والتعليم شمال بإدارة تعليم الرياض هدى العياف والسكرتيرة التنفيذية للنائب نورة العتيبي، ومن الإعلام المذيعة المتألقة هناء الركابي والإذاعية القديرة فاطمة العنزي.وكانت "الوطن" الصحيفة الوحيدة المدعوة بالإضافة للزميلة جواهر الدهيم من صحيفة "الجزيرة" وهي من العاملات في حقل التربية والتعليم. وكان في استقبالهن عند وصولهن مساعدة مدير مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية لطيفة بنت عبدالرحمن السديري وعدد من بنات وحفيدات المغفور له الأمير عبدالرحمن السديري في نزل مزرعة الفاخرة بالغاط.احتلال نسائيوفي الغاط.. أصبح الجميع أسرة واحدة حيث تبادلن الأحاديث في أجواء ربيعية بعد أن أصبحت المزرعة محتلة نسائيا مما أعطى الضيفات حرية في التنقل بين النخيل في خصوصية تامة. وبعد انتهاء ندوة التعليم وشجونه، انتقلت الحاضرات إلى بيت الشعر بالمزرعة لبدء سهرة ممتعة، امتزجت رائحة حطب السمر المشتعل خلالها مع رائحة شراب الزنجبيل والذرة المشوية وأبو فروة!. وشاركت الضيفات المضيفات بإنشاد الأهازيج القديمة وتبادل أبيات الشعر. وكان هذا قرب منتصف الليل والذي يصادف ختام العام الهجري حيث تمنت الحاضرات أن تكون السنة القادمة سنة خير على المملكة. وفي صباح اليوم التالي استيقظت الضيفات في وقت مبكر للاستمتاع بالمشي في أرجاء المزرعة، وتناولن إفطارا جماعيا، اتسم بالبساطة والحميمية قبل أن يجمعن حقائبهن لجولة في منطقة الغاط، حيث تولت لطيفة السديري مهمة التعريف بمعالم المحافظة. وزار الوفد مسجد العوشزة، وهو أقدم مسجد في نجد يعود إلى 130 عاما مضت. وأدت الضيفات صلاة التحية فيه، والتقطن بعض الصور ثم شاهدن بعض البيوت القديمة في الغاط القديمة والسوق الشعبي الذي ترممه هيئة السياحة، ليكون وجهة سياحية، وغادرنه إلى قصر الشيخ محمد الملحم، وهو جد السيدة لطيفة من جهة والدتها.. ثم انتقلت الحاضرات إلى مصنع الفاخرية للتمور، وتعرفن على خط إنتاج التمور وغيره من المنتجات التي وصلت للدول الأوروبية وأمريكا، وأخيرا كان "المطل" هو آخر عهدهن بمحافظة الغاط، وهو واد تزاحمت فيه أشجار النخيل.إطلالات سياحيةوتمنت الضيفات استغلال منظر الوادي كوجهة سياحية كونها تنافس أجمل الإطلالات السياحية في العالم. وانتهت الرحلة بالعودة في الحافلة نفسها برفقة النائبة، وعادت الأحاديث الحميمية بين الحاضرات. وكانت النائبة حريصة على الجلوس مع الجميع، وتبادل الحديث معهن ببساطتها المعهودة رغم إرهاقها وعدم استطاعتها النوم لاختلاف المكان والتوقيت، ولكن كانت تتحدث ببشاشة، وتجيب على أسئلة الكل، وتلبي رغباتهن، وتطيب خاطر من لم تستطع مساعدتهن خصوصا المعلمات الحاضرات للندوة ممن يرغبن في النقل. وكانت ترد عليهن بأن معاناتهن تدمي قلبها ولكن ما بيدها حيلة، فقضية النقل شائكة وحتى عندما أبلغتها إحداهن بأن شقيقتها تحمل الدكتوراه، ولم تجد وظيفة بالتعليم ردت عليها بأن قريبة لها تحمل منذ 16عاما شهادة الماجستير وهي أيضا لم تجد وظيفة!.

الجمعة، 18 ديسمبر 2009


الفايز: لا أملك عصا سحرية لحل مشاكل نقل المعلمات
الوفد التعليمي خلال زيارته لمصنع التمور في الغاط أول من أمس
الغاط: فاطمة باسماعيل
قالت نائب وزير التربية والتعليم نورة الفايز في كلمتها بندوة "واقع التعليم" التي عقدت بمركز الرحمانية في محافظة الغاط مساء أول من أمس إنه ليس بيدها عصا سحرية لحل مشاكل نقل المعلمات. وأضافت: "العين بصيرة واليد قصيرة"، ولو تمت تلبية كل طلبات النقل لخلت القرى من المعلمات خصوصا أن 80% من المعلمات يرغبن بالنقل للمدن الرئيسية، وأن الحل يتمثل في التدرج بالنقل. وشددت الفايز على أنه لن يتم تعيين أي معلمة السنة المقبلة إلا بعد اجتياز اختبارات القياس.
كشفت نائب وزير التربية والتعليم نورة الفايز عن قيام بعض مديري التربية والتعليم بإعادة الميزانية المرصودة لتطوير قطاعاتهم مع نهاية كل عام. وأكدت أنها وجهت هؤلاء المسؤولين بعدم إعادة أي مبلغ، وصرف المستحقات في الاحتياجات التي ترفع لهم من قبل القطاعات المختلفة.وأرجعت الفايز في كلمتها التي ألقتها في فعاليات المنتدى في دورته الثانية بمدينة الغاط تصرف هؤلاء المسؤولين إلى عدم وجود تخطيط، مشيرة خلال حديثها إلى عدد من التربويات في منتدى منيرة بنت محمد الملحم لخدمة المجتمع بمركز الرحمانية بمحافظة الغاط مساء أول من أمس إلى أهمية تدريب المسؤولين والمسؤولات على التخطيط بجميع المستويات الوظيفية القيادية منها والتنفيذية حتى يتلمسوا الاحتياجات الفعلية، ويصرفوا بنود الميزانية عليها.وأكدت أن ما يحدث اجتهادات وأن هذه الاجتهادات غير صحيحة بالضرورة، مشيرة إلى حرصها على المعلمة. وأشارت الفايز إلى أنها فهمت بشكل خاطئ في موضوع نصاب الحصص وأنها ليست مع زيادة النصاب خصوصا في ظل تزايد أعداد الطالبات في الفصل الواحد، وعدم وجود بيئة مناسبة، وقلة عدد المعلمات، مؤكدة أنها ترى أن 18 حصة في الأسبوع كافية، ولكن قد يصل النصاب إلى 24 حصة بسبب النقص الحاد في أعداد المعلمات في عدد من التخصصات.وعن مشكلة النقل، أوضحت الفايز أنها تولت منصبها بالوزارة في ظل وجود 31 ألف طلب نقل على قائمة الانتظار، مؤكدة أن هذه ليست مشكلة الوزارة، لأن الجزء الأكبر يقع على المعلمة التي قبلت بالتوظيف في منطقة ثم طالبت بالنقل. وأكدت أنها تتألم لحال المعلمات والظروف التي يعشنها. وقالت الفايز: ليس بيدي عصا سحرية و"العين بصيرة واليد قصيرة "، فلو تمت تلبية كل طلبات التوظيف لخلت القرى من المعلمات خصوصا أن 80% من المعلمات يرغبن بالنقل للمدن الرئيسية وأن الحل يتمثل في التدرج بالنقل. وأضافت أنه تمت مطالبة وزارة الخدمة المدنية بوظائف، وأنه تم توفير 8 آلاف وظيفة وبقيت 22 ألفا ينتظرن الحل وأن الجهود تبذل حثيثة لحل مشكلتهن.كما أكدت أن العملية التعليمية اختلفت فأصبح دور الطالبة البحث عن المعلومة ودور المعلمة فقط هو التوجيه، ولكنها أشارت إلى أن بعض المعلمات لم يصلن بعد لهذه المرحلة، ولا يزلن يفضلن التلقين. وشدد الفايز على أنه لن يتم تعيين أي معلمة السنة المقبلة إلا بعد اجتياز اختبارات القياس.وأكدت أن تكدس بعض التخصصات ووجود حاملات للدكتوراه والماجستير قابعات في البيوت دون وظيفة راجع لقضية شائكة، وهي تخريج الآلاف في تخصصات لم تعد مطلوبة وبعض الخريجات كن ضحية ضعف التعليم، ورجعن كمعلمات بذات الضعف، لذلك نحتاج لتكثيف الجهود.وتمنت الفايز في حديثها أن تنتهي المركزية من التعليم بحيث تصبح كل مدرسة إدارة تعليم بحد ذاتها، وتصبح المديرة الكفء هي المسؤولة عن إدارتها في كافة شؤونها. وطالبت بتقديم يد العون من الجميع- معلمات وإداريات ومسؤولات وطالبات- للنهوض بالعملية التعليمية.وأشادت بمكتبة الأمير عبدالرحمن السديري رحمه الله ومكتبة الوالدة منيرة بنت محمد الملحم رحمها الله، واللتين اعتبرتهما انجازا حضاريا يدعو للفخر والاعتزاز بجهود هذه الأسرة المباركة في خدمة العلم والمعرفة.وأشارت إلى ما مر به تعليم الفتاة في المملكة من مراحل وجهود المخلصين الباحثين عن بناء الإنسان، فكانت مرحلة التأسيس كمشروع تنموي رائد واكب خطط التنمية وحظي بالدعم والتطوير، وها هو اليوم يقف على أعتاب ما يزيد على 18 ألف مدرسة، وما يزيد على 2.4 مليون طالبة، وهو ما يشكل ما يزيد على النصف من مجموع الدارسين والدارسات في مدارس التعليم العام، ويؤكد التوجيهات الحثيثة نحو تحقيق المساواة في حق التعليم بين الذكور والإناث.وأكدت الفايز في ختام كلمتها على دور هذه الندوة في قراءة واقع التعليم ورصد نتائجه الحالية في إطار منظومة العمل التربوي، واقتراح رؤية مستقبلية متفقة والتوجيهات العالمية وبما لا يخالف تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. وشكرت في ختام كلمتها لطيفة السديري على دعوتها للحضور والمشاركة.وقدمت مساعد مديرة عام المناهج الدكتورة هيا بنت عبدالعزيز العواد ورقة عمل بعنوان "تعليم الفتاة في المملكة العربية السعودية" تحدثت فيها عن لمحة تاريخية عن تعليم الفتاة في المملكة وربطته بخطط التنمية التي ركزت على التعليم كخيار استراتيجي للتنمية الشاملة. كما تناولت تطور أعداد الطالبات بمدارس البنات في المملكة في السنوات الخمس الأخيرة، والتوسع النوعي الذي شهده الطالب والمعلم والمناهج وتقنيات التعليم. كما تطرقت إلى أبرز المحطات المهمة التي مر بها تعليم البنات من دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات ووزارة المعارف وإلحاق المعاهد الثانوية المهنية ومراكز التدريب بالمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب التقني وإنشاء جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، والتغييرات على مستوى القيادات التي كان من أبرزها تعيين النائب نورة الفايز، وضم الجهاز الإداري النسائي المسؤول عن شؤون تعليم البنات في مبنى واحد. كما أشارت العواد إلى نقاط الضعف في التعليم، ومنها ضعف المواءمة بين التعليم وسوق العمل وانخفاض فاعلية أساليب التقويم المتبعة في المراحل المختلفة، والصعوبة في مطالبة التعليم بالتأقلم مع المتغيرات المختلفة في ظل إحصاءات راكدة وشبه شيخوخة للمعلمات وعدم توافر الشروط الهندسية والصحية والتربوية في المباني المدرسية بالشكل المطلوب وتدني الكفاءة الداخلية والكفاءة الخارجية للتعليم.وأشارت العواد إلى التحديات التي يعيشها التعليم حاليا ومنها التطورات التقنية والتطورات العلمية ونتائج الأبحاث والثورة المعرفية والاختبارات الدولية والتطورات داخل المجتمع، وكل هذا يستدعي مواكبة التعليم لهذه التطورات.وعن المأمول في التعليم، أشارت إلى أن ما يأمله كل مواطن من التعليم يشتمل على أن يجد المتعلمون فيما يتعلمونه صلة مباشرة باهتماماتهم وحياتهم المعيشية وأن يتعلموا في بيئة ثرية، تتحدى قدراتهم العقلية وأن يطلق استعداداتهم الفطرية وطاقاتهم الخلاقة، ويكشف مبكرا عن قابليتهم الكامنة للتعلم، وأن يمارسوا أساليب ومهارات التفكير التي تجعلهم قادرين على اتخاذ القرارات، وأن يزودوهم بمهارات التعليم الذاتي ليظلوا شغوفين بالتعلم طوال حياتهم وأن يقدم لهم الأنشطة وأساليب التعليم ما يؤسس ويبني لديهم من المهارت الحياتية ما يمكنهم من مواجهة مشكلاتهم اليومية، وأن يغرس فيهم بذور المواطن المفكر المبدع المنتمي لهويته الاسلامية والوطنية.واختتمت حديثها بالإشارة إلى أضخم ثلاثة مشاريع لتطوير المناهج وهي: المشروع الشامل لتطوير المناهج، ومشروع تطوير الرياضيات والعلوم، ومشروع نظام المقررات التي قالت إنه خلال خمس سنوات سيطبق على 25% من مدارس البنات.وتحدثت الدكتورة مشاعل بنت عبدالمحسن السديري عن مركز الرحمانية الثقافي الذي يقيم الندوة باعتبارها ثاني فعالية للمركز. كما تطرقت إلى مكتبة المركز التي تحتوي على 15 ألف كتاب، وهي جزء من دار الجوف للعلوم التي تحتوي على أكثر من 150 ألف عنوان. كما تضم المكتبة 11 وحدة حاسوبية للاطلاع والبحث. وتوجد بها دوريات خاصة بالنخيل ووثائق نادرة عن الغاط. ويتم دعم الأبحاث بها حيث نشر 80 كتابا ودورية وجرى دعم ستة أبحاث وكذلك ابتعاث 7 طلاب وطالبات. ويرعى المركز جائزة الأمير عبدالرحمن السديري للتفوق العلمي. كما تم ابتعاث8 طلاب منذ بداية الجائزة عام 1422.يذكر أن نورة الفايز والوفد المرافق لها قاموا بزيارة مصنع التمور في الغاط في إطار زيارتهم للمحافظة.