السبت، 22 نوفمبر 2008

فاطمة باسماعيل من الرياض

فشلت خريجات البكالوريوس من أول قسم بصريات في المملكة والتابع لكلية العلوم الصحية في جامعة الملك سعود, في إيجاد وظائف حكومية أو خاصة تتناسب مع مؤهلاتهن كخريجات لأول قسم من نوعه في الشرق الأوسط يخرج إخصائيات بصريات.
وقالت لـ "المرأة العاملة" خريجات من هذا القسم إن مسماهن الوظيفي كإخصائيات غير معتمد من قبل وزارة الخدمة المدنية، ويوظفن تحت اسم (فني)، مشيرات إلى أن سنوات الدراسة الخمس لم تشفع لهن بتغيير الاسم الوظيفي الذي يتساوى مع الاسم الوظيفي لخريجات الدبلوم أو تلكم اللاتي لا يحملن أي شهادة في التخصص.
وبينت الخريجات أن مستشفيات حكومية وخاصة رفضت توظيفهن بحجة عدم توافر وظائف شاغرة، رغم أن المئات منها مشغولة بوافدات، ما دفع بالأكثرية من الخريجات إلى شغل وظائف بعيدة عن تخصصاتهن الأساسية، كالعمل في أعمال إدارية كالسكرتارية أو أي عمل آخر, ربما تقوم به خريجة ثانوية عامة.
رنا فاخوري إحدى خريجات القسم الفصل الدراسي الماضي تقول "منذ كنا طالبات امتياز وكنا نتدرب في المستشفيات كانوا يقولون لنا إن الوظائف معدومة وإن وجدت وظيفة شاغرة فإنهم يطلبون الخبرة".
وتتساءل: كيف ستكتسب الخبرة وهن الخريجات الوحيدات في المجال ويرفض توظيفهن بحجة الخبرة فيما يتم استقدام آلاف الوافدات سنويا لشغل هذه الوظائف؟
وتضيف رنا "أغلب خريجات القسم أصبحن يعملن في السكرتارية أو منسقات في المستشفيات دون أن يستفدن من التخصص المعمق الذي درسنه".
وعن المستشفيات الخاصة قالت "تطلب هي كذلك شهادات خبرة لا نعلم من أين نأتي بها، إضافة إلى أن ساعات العمل فيها طويلة، والمردود المادي لا يكاد يذكر، والحقيقة أن الكثيرات من زميلاتي ندمن على دراسة هذا التخصص".
وحمدة الشمري من جانبها تقول" أربع سنوات ونصف السنة دراسة وسنة تدريب لم تشفع لنا في وظيفة في أحد مستشفيات وزارة الصحة"، مشيرة إلى أن ما حدث لهن منع الكثيرات من محبات هذا التخصص من دراسته أو الالتحاق به".
وتؤكد حمدة أن هناك مستشفيات عسكرية أكدت للمتقدمات إليها أن التوظيف على هذا التخصص توقف رغم أنه جديد، داعية إلى فتح باب الدراسات العليا للراغبات في التقدم علميا في مجال البصريات بدل جلوسهن دون عمل أو دراسة.
وتطرقت حمدة الشمري إلى مسألة الواسطة كلاعب رئيس في توظيف الخريجات اللاتي حصلن على فرص عمل، مطالبة ديوان الخدمة المدنية بإعطاء الإخصائيات حقهن في الاسم على الأقل.
من ناحيتها, طالبت مها القردعي بتحسين صورة الإخصائية ومنحها حقوقها المهنية لكي تؤدي عن جدارة ما تعلمته في سنوات الدراسة الطويلة، واتقفت ابتسام اليامي مع القرداعي في أن انعدام التنسيق بين الجامعة والديوان تسبب في ضياع فرصة وظيفية هائلة لخريجات هذا التخصص الحيوي.
وقالت "أعلن الديوان عن فرص وظيفية صحية ولكن الجامعة لم تسلم الخريجات وثائقهن إلا بعد انتهاء فترة التقديم، وآمل في إيجاد فرص وظيفية في مستشفيات نجران التي سأنتقل إليها لاحقا رغم ندرتها".
إلى ذلك قالت الدكتورة هيا الفرحان رئيسة قسم بصريات في الكلية الصحية وأول سعودية تحصل على الدكتوراة في تخصص بصريات, إن الكلية تدرس بجدية افتتاح ماجستير بصريات خلال السنة المقبلة، مشيرة إلى أن القسم خرج 17 دفعة سابقة.
وبينت الدكتورة الفرحان أن هناك لبسا في فهم التخصص كونه جديدا ويعد من ضمن برامج الرعاية الأولية، وقالت "لذلك فالمفترض أن تعين خريجاته في المراكز الصحية ولو عممت خطة العمل في المراكز الصحية فستقضي على مشكلة عدم وجود وظائف للخريجات, ومع الأسف هذا غير معمول به رغم أن دور إخصائيات البصريات مهم للغاية, فليس دورها فحص النظر فقط بل من وظائفها فحص العيوب الانكسارية وعمل مقاييس العمليات الجراحية التي تتطلب الدقة المتناهية, لأن أي خطأ ولو بنسبة 1 في المائة سيسبب مشكلة للعين".
وزادت" في أمريكا أصبح يسمح لإخصائي البصريات إجراء عمليات الليزك مثلا, وهيئة التخصصات فرضت أن من يكشف على العيون يكون إخصائي بصريات, وقد كان في السابق من يحمل دبلوم يفحص النظر".
وأكدت الفرحان أن فرص التوظيف موجودة وكذلك فرص الابتعاث, فالقسم فيه عشر معيدات وهناك خمس معيدات مبتعثات حاليا ينتظر عودتهن بعد انتهائهن من الدراسة, وستنتقل الكلية إلى موقع آخر أكثر سعة وبإمكانات أفضل خلال ثلاث سنوات, وسيكون برنامج ماجستير بصريات هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط".
وعن مشكلة الوظائف قالت الدكتورة هيا إن مشكلة التمركز في منطقة الرياض هي العائق في توظيفهن, فالكل يرغب في التعيين في منطقة الرياض رغم أن هناك احتياجا في المناطق الأخرى, لذلك هناك تكدس في منطقة الرياض. وطرحت الدكتورة هيا فكرة إكمال الدراسة للخريجات أو عمل الأبحاث لأن هناك كثيرا من مراكز الأبحاث ستفتتح قريبا وستكون مصدر دخل ممتازا لهن.

ليست هناك تعليقات: