الجمعة، 28 نوفمبر 2008

فاطمة باسماعيل (الرياض)

عندما قررنا فتح ملف تجنيس بنات السعوديات من أب أجنبي فوجئنا بحجم المعاناة حيث بادرت امهات من كافة ارجاء المملكة بالاتصال بنا يشكين معاناتهن كونها متزوجة من اجنبي وضع ابنتها في مأزق فهي تعد مقيمة فيما اخوها الذكر يجنس حال بلوغه الثامنة عشرة وبعد تقديمه بطلب تجنيس اما الفتاة تعطى بطاقة كتب عليها يحق لها العمل والتعليم فيما تحرم من التمتع بجنسية والدتها ومزاياها فتعامل معاملة المقيمة تدفع رسوم اقامة ولا تخرج الا بتصريح ولا تعالج والكثير من الممنوعات مما سبب شرخا كبيرا في العائلة
وقد تحدثنا لبعض المسؤولين حول القضية فكانوا يبدون استغرابهم لهذا التمييز بل ولا يعلمون بالمشكلة اصلا فكل الظن ان الفتاة تحصل على ما يحصل عليه اخوها من مميزات ونحن خلال طرح القضية نرفعها للمسؤولين ومن بيده القرار. استقبل هاتف (عكاظ) على مدار ثلاثة ايام مئات الاتصالات من سعوديات من كافة انحاء المملكة يتظلمن من قانون الجنسية الذي يعاملها كأجنبية رغم كون والدتها واخوتها سعوديين وحتى نظام النقاط الجديد لم يسعفهم في حل مشكلتهم, الاتصالات ركزت على التمييز بين الذكر والانثى ومعاناة الفتاة من ناحية الدراسة والعلاج والسفر.
الدكتورة نجاة محمد الفارسي طبيبة, عملت بوزارة الصحة خمسة وعشرين عاما ولديها اربع بنات, متزوجة من غير سعودي وبناتها يدرسن الطب في جامعة الملك عبدالعزيز وهن من مواليد المملكة, ولا يوجد لهن احد في بلد والدهن وتقول: معاناتي ازدادت بعد اكتشافي اني مريضة بمرض في الدم, ففي حالة حدوث شيء لي لا سمح الله ماهو مصير بناتي اللاتي لا يعرفن غير هذه البلاد تربين فيها وتعلمن وعشن على قيم أهلها? نريد فقط مساواتهن بالابناء الذكور في اعطائهن الجنسية.
دكتوراه مع وقف التنفيذ
رقية حسن شعيب من مكة المكرمة ارسلت تقول: انا سعودية ارملة تزوجت من رجل اجنبي اندونيسي وانجبت منه ستة ابناء اربعة بنات وولدان منح الولدان الجنسية السعودية بعد بلوغهم الثامنة عشرة واثنان من البنات تزوجوا من سعوديين فاصبحوا سعوديات اما اخواتهما فقد اكملوا دراستهن الجامعية بموجب منحة دراسية وقد منحن بطاقة خاصة تعامل معاملة السعودية في الدراسة ويسمح لها بالعمل لكنهما للاسف الشديد محرومات من جميع الخدمات الكبرى تقدمت بطلب لصاحب السمو النائب الثاني اطال الله في عمره في طاعته فأوصى وزير التعليم العالي بالنظر في معاملتها ومنحت على اثرها بالموافقة على اكمال دراستها العليا حتى منحت الدكتوراه في التربية الاسلامية المقارنة عام 1420هـ وحتى تاريخنا هذا لم تستطع ان تعمل رغم حاجة الكلية او الجامعة لتخصصها سبب عدم امكانية التعاقد معها حسب نظام وزارة الخدمة المدنية لكونها درست بموجب منحة دراسية والصغرى بعد ان تم السماح لبنات السعوديات بالالتحاق بالجامعات والكليات تقدمت لدراسة الدبلوم التربوي وحصلت عليه ومن تاريخه 1418هـ وهي تبحث عن وظيفة دون جدوى, سؤالي: ما الحل لابنتي في ظل المستجدات الحالية في نظام التجنيس وهل بامكانهن الحصول على جنسية الام السعودية علما بان جميع العائلة من الطرفين سعوديين?.
وأد نفسي للبنت
فيما اعتبرت اماني اشي, مديرة مدرسة وتربوية منذ خمسة وعشرين عاما ان حرمان البنت من الجنسية فيما يحصل اخوانها عليها وأداً نفسياً لها وتقول: تزوجت من مهندس مصري الجنسية ولي ولدين وبنت وحيدة كلهم حصلوا على الجنسية فيما عدى هي, لماذا هذه التفرقة كيف ستشعر البنت واخوانها يتمتعون بكل المميزات وهي كالغريبة عنهم مع انها تعيش معهم وتلقت نفس التربية ونفس العادات حتى عندما نسافر نضطر ان نستخرج لها تأشيرة خروج وعودة كالعاملات في المنازل وهي لديها طموحات لتخدم هذه البلاد فلماذا تحطم آمالها.
خديجة محمد نور حبيب الله من جدة حدثتنا عن معاناتها قائلة: بدأت معاناتي منذ الصغر فوالدي هندي ووالدتي سعودية ونحن اربعة اخوات انا اكبرهم حاصلة على البكالوريوس تقدمت للاحوال المدنية بجدة للحصول على الجنسية فرفض طلبي واعطيت بطاقة فوجئت انها لا تخدمنا فعندما قدمت لوظيفة قالوا لي هذه البطاقة لن تنفعك فانت اجنبية حاولت فتح حساب فاخبرت ان وزارة المالية لا تعترف بالبطاقة.. حياتنا صعبة ووالدتي منفصلة عن والدي وكبرت في السن ونحن لا نستطيع ان نساعدها.
وعن معاناة ابنتيها تتحدث السيدة هاجر عثمان الفتني: انا مطلقة افنيت حياتي في تربية ولدي وابنتي اللتان اعطيتا بطاقة مكنتهما من الدراسة فقط دون العمل رفعت امرهم للامارة والداخلية ليحصلوا على الجنسية ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل تقدم لاحدى بناتي ضابط في السلك العسكري ولكن معاملتها رفضت لانها غير سعودية.. اخاف ان يحدث لي شيء.. فما مصير بناتي?. ثلاث نقاط
و. العامودي, من مكة المكرمة تقول: امي سعودية واهلي كلهم سعوديون عاشوا في السعودية منذ خمسين عاماً ولدي خمسة اخوة سعوديون وانا لا اتمتع بالجنسية وعندما حصلت التعديلات في النظام لم استفد منه فينقصني ثلاث نقاط لاحصل على الجنسية وكلي امل ان تراعى ظروف بنات السعوديات حتى نستطيع اكمال دراستنا العليا وخدمة هذا الوطن.
صفية معتوق الطوخي سعودية متزوجة من يمني تقول: لدي اربع بنات الكبرى تزوجت من سعودي واخذت الجنسية اما البقية فممنوعات من الجنسية ويعاملن معاملة الاجنبيات حتى المستشفيات لا تستقبلهن ولا يعرفن غير هذا البلد. يتيمتان بدون هوية اما الهام وليلى فهما يتيمتان امهما سعودية وابوهن ماليزي تقولان في اتصال هاتفي: نحن جامعيات وغير متزوجات تعدينا سن الاربعين ولم نغادر المملكة ابدا وليس لدينا اقارب فوالدينا توفيا ومعاناتنا من 32 عاماً منحنا البطاقات خولتنا من الدراسة وايجاد عمل بسيط في مدرسة اهلية هي كل ما نملك من الحياة فوجئنا بان البنوك لا تتعامل معنا لان بطاقتنا اربعة ارقام والسجل المدني يحتاج ثمانية ارقام طالبونا ان نستخرج اقامات ونحن متمسكات بالبطاقة لانها ملجأنا الاخير ونناشد المسؤولين النظر لنا كحالة انسانية على الاقل.
البحث عن عمل
م خالد ارسلت تقول: انا مواطنة سعودية متزوجة منذ 40 عاما من رجل غير سعودي ورزقنا الله البنين والبنات ولكن نظام التجنس في بلادي لا يأخذ في عين الاعتبار سوى الذكور فاولادي الذكور جميعهم سعوديون والحمد لله اما الاناث فلم يمنحوا الجنسية السعودية. فابنتي الكبرى وهي حاصلة على بكالوريوس احياء منذ عدة سنوات لم تجد لها وظيفة وابنتي الصغرى تخرجت بامتياز وتقوم الآن بتحضير الماجستير في المحاسبة, وايضا لم تجد وظيفة والسبب انها اجنبية ولا تقتصر المشكلات التي تتعرض لها بناتي على عدم الحصول على الوظيفة التي قد توفر لهن الامان, بل تشمل اجراءات السفر التي تتطلب تأشيرة خروج وعودة بالاضافة لرسوم الاقامة التي تثقل كاهل ميزانية العائلة كما ان القانون الجديد يمنح غير السعوديات اللاتي قد لا ينتمين لهذا البلد من حيث التربية والتقاليد فانهن يمنحن الجنسية السعودية فقط لانهن تزوجن برجال سعوديين اما المرأة السعودية التي ربت اولادها الذكور والاناث على العادات والتقاليد لهذه البلاد فان الذكور يستحقون الجنسية اما الاناث فلا.
ميمونة العشماوي سعودية متزوجة من مصري تقول: امضيت 43 عاماً في التعليم ولكنها لم تشفع لي ان اجنس بناتي رغم اني ربيت وعلمت آلاف الطالبات, زوجي عمره فوق السبعين ولدي ابنتان لديهما بطاقة عقيمة وهما ممنوعتان من اكمال دراستهما العليا ابنتي تدرس خارج المملكة, وتعاني من الغربة لانها لا تعرف غير هذه البلاد وانا اعاني هنا من ابتعادها عني لماذا لا ينظر لحالنا ولماذا تنتظر ابنتي حتى الخامسة والثلاثين حتى تحصل على الجنسية. ريم محمد السراج اتصلت تقول: امي سعودية وابي يمني وحصلنا على بطاقة خاصة اكتشفنا انها لم تفيدنا بشيء فالجهات الحكومية ترفضها لانها لا تدخل الحاسب اصلا وبسبب ذلك لم نكمل تعليمنا لاننا واجهنا صعوبات في المدارس ولدي ثلاث اخوات لهن نفس مشكلتي اما اخواني الخمسة الذكور فليس لديهم مشكلة فقد حصلوا على الجنسية.
طبيبة سعودية والابناء.. اجانب
ارسلت عبر الفاكس احدى الطبيبات من مدينة الرياض تقول: انا طبيبة سعودية متزوجة من اجنبي وانتظرنا طويلا تعديل قوانين الجنسية ولكن ما حدث ان بناتنا واولادنا لم يستفيدوا من هذه القوانين الجديدة ونظام النقاط جعل التجنيس صعبا على فئات كثيرة وبالنسبة للبطاقة التي تحصل عليها بنت السعودية المتزوجة من اجنبي ليس لها قيمة ولا تتمتع بأي مزايا فنرجو تعديل النظام. اما ذهبة علي محمد يتيم من جدة فارسلت تخاطب المسؤولين النظر في مشكلتها حيث انها سعودية وزوجها من مواليد البلد وهو اجنبي ولديه اخوة سعوديون ولديها طفلة مصابة بعيب خلقي وتحتاج لعملية وترغب بلم شمل اسرتها بتجنيس زوجها وابنائها.
نقاط غير مكتملة
وتقول سلوى عباس لاري (سعودية) ابنتي على ابواب التخرج من كلية طب الاسنان ولديها بطاقة تعامل معاملة السعوديات دخلت كلية الطب بعد صدور المرسوم الملكي ولكن البطاقة ليس لها اي ميزة حيث انها في الامتياز اخبرتنا الجامعة انها لا تعامل مثل السعوديات ولا تحصل على أي راتب ما أهمية البطاقة اذا?, لم تحصل ابنتي على اي مميزات في قانون التجنيس الجديد وهو عن طريق تجميع النقاط ساوى بينها وبين اي شخص عادي على الرغم انها مولودة وطول عمرها مقيمة في هذا البلد 23 سنة ودرست في هذا البلد, ومتفوقة في دراستها ولم يمنحها القانون الجديد سوى ثلاث درجات على ان امها سعودية ومنحها عشر درجات فقط على كونها مولودة ومقيمة منذ ولادتها على ارض الوطن, ونقطة لان اخاها يحمل الجنسية السعودية, وخمس نقاط لشهادة البكالوريوس أي 19 نقطة فقط, والقانون ينص على ضرورة تجميع 23 نقطة فكيف تجمع هذه النقاط?.
وفي الختام تحدثنا للمحامي خالد بن سعيد الشهراني والذي قال: بالنسبة للقانون الخاص بمنح الجنسية لمن ولد من أب اجنبي وأم سعودية فقد صدر المرسوم الملكي الكريم رقم م/14 وتاريخ 24/5/1405هـ والذي نص على تعديل المادة الثامنة من نظام الجنسية العربية السعودية الصادرة بالارادة الملكية رقم 8/20/5604 وتاريخ 22/2/1374هـ ليصبح النص كما يلي: (يجوز منح الجنسية العربية السعودية بقرار من وزير الداخلية لمن ولد داخل المملكة العربية السعودية من أب اجنبي وأم سعودية اذا توافرت الشروط التالية: 1- ان تكون له صفة الاقامة الدائمة في المملكة عند بلوغه سن الرشد. 2- ان يكون حسن السيرة والسلوك ولم يسبق الحكم عليه بحكم جنائي. 3- ان يجيد اللغة العربية. 4- ان يقدم خلال السنة التالية لبلوغه سن الرشد طلبا بمنحه الجنسية السعودية. وبصدور هذا المرسوم نجد انه لم يفرق بين الذكر والانثى المولود لأم سعودية متى ما توفرت فيه الشروط الموضحة بعالية. وبموجب هذا المرسوم يمكن للبنت المولودة لأم سعودية وأب أجنبي ان تتقدم بطلب الحصول على الجنسية خلال سنة من بلوغها سن الرشد.

ليست هناك تعليقات: