السبت، 22 نوفمبر 2008

دورة المشاريع تنطلق بـ 23 مشاركة وسخط وإحباط من شروط تعوق المرأةمشاريع نسائية تتعثر بسبب إلزامية تعيين رجل في وظيفة مدير!
بقلم : فاطمة باسماعيل من الرياض
أطلق الفرع النسائي للغرفة التجارية الصناعية في الرياض ممثلا في مركز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة برنامج "كيف تبدأ مشروعك الصغير؟" الذي يستمر لمدة أربعة أسابيع للدراسة النظرية وأسبوعين للدراسة العملية يتبعها ستة أشهر من المتابعة والاستشارات، وتشارك في الدورة 23 متدربة.وأشادت المتدربات بالمستوى الذي ظهرت به الدورة مع انطلاقتها الأسبوع الماضي والمعلومات التي استقوها خصوصا من جانب الإجراءات النظامية لإنشاء المشروع. ولكنهن حملن في الوقت نفسه على ما أسميناه لا منطقية في بعض الأنظمة التي تمنع النساء من إدارة مشاريعهن أو منعهن من مزاولة أنشطة أخرى موجودة على أرض الواقع ولكن يتم التحايل تحت أسماء أخرى مثل النوادي النسائية.وتقول نهى قطان خريجة علوم طبية وتغذية، إن من ضمن المشاريع التي كانت مطروحة مشروع نقل موظفات ولكن صدمت برفض أن تكون إدارة المشروع بيدها وإجبارها على وضع مدير بشكل صوري.وعن مشروعها المستقبلي تقول نهى إنها تفكر في أن تخدم تخصصها في التغذية عبر افتتاح مركز (دايت سنتر)، وهي تأمل من صندوق التسليف أن يدعمها بقرض لإطلاق المشروع. وأبدت تخوفها من طول المعاملات الحكومية لإصدار الترخيص، وكذلك ارتفاع أسعار العقارات مع ثبات القروض عند مبالغ معينة. ولم ترتفع لتناسب الارتفاع المتسارع في العقارات، حيث كانت الأسعار قبل نحو عام تراوح بين 80 و100 ألف للمحل المتوسط، أما الآن فأقل محل يستأجر بـ 200 ألف ناهيك عن المبالغ الأخرى من أثاث ورواتب عمالة فماذا يفعل القرض الذي لا يتجاوز150 ألفا؟!وانتقدت الرسوم التي تأخذها بعض صناديق التسليف معتبرة أن هذه الصناديق تستغل جهل البعض ممن يحلم بإقامة مشروع تجاري فتفرض عليه رسوما يكتشف أنها أعلى من البنوك، واستشهدت على ذلك بـ "صندوق المئوية" الذي يأخذ رسوما ثابتة (500 ريال في الشهر) أي ستة آلاف ريال في العام والقرض 200 ألف ريال لمدة خمس سنوات، وهذا يعد غبنا للمقترض خصوصا أن البنوك تأخذ نسبة فقط وليس مبلغا ثابتا وهذه النسبة تقل بمرور السنوات وتسديد الرسوم، وتتساءل ما الفرق بين صندوق المئوية الذي من المفترض أن يدعم الشباب والشابات إذا كانت البنوك أقل؟أما أمل السالم تخصص تغذية أيضا، فهي تتجه لإنشاء مقهى نسائي ولكن بمنفذ بيع خارجي للرجال وصدمت برفض النظام للفكرة من أساسها رغم أن البيع يتم بواسطة الرجال وبعيد عن القسم النسائي وتم التوجيه بإنشاء المقهى داخل أي مول نسائي ولكن أمل ترى أن هذه الفكرة لن تنجح بسبب تكبد الأسواق النسائية خسائر جمة نتيجة ضعف الإقبال عليها. ورأت أمل أن بعض الأفكار تم إجهاضها قبل أن ترى النور نتيجة ما أطلقت عليه "التعسف في القرارات". هذا الحديث المشبع بالإحباط حول التجارب دفع بعض المتدربات إلى الانسحاب نتيجة فقدانهن الأمل في إطلاق مشاريعهن. ومن المنسحبات نوف العايض التي كان لديها مشروع هي ووالدتها عبارة عن مصنع شوكولاتة وتريد أن تديره بنفسها لكنها حين فوجئت أن الأنظمة تفرض عليها أن تكون هناك وظيفة لرجل يقوم بأعمال المدير فانسحبت. ومن المشاريع التي رفضت أيضا ناد نسائي بسبب التوقف عن إصدار تراخيصه، وكذلك مكاتب استشارية للمطالبة بخبرة رغم أنه في الإمكان توظيف من يمتلك الخبرة. واقترحت أمل أن تكون هناك مكاتب تشتري الأفكار حتى يستفيد منها من لديه الإمكانات لتفيد المجتمع ولو لم يستطع صاحبها تنفيذها.وتحدثت أمل الحرمل عن الأحلام الوردية التي كانت لدى المتدربات والتي تلاشت تماما بعد مقابلة مسؤولات من وزارة التجارة وصناديق التسليف فمثلا هي موظفة وهذا يشكل أول عائق كونهم لا يعطونها قرضا ويشترطون التفرغ رغم أن وظيفتها أكبر ضمان أنها ستعيد لهم المبالغ حتى لو تعثر المشروع وتقول أمل: لا أستطيع أن أغامر بترك وظيفتي من أجل الحصول على القرض ثم يفشل المشروع ولا أجد وظيفة بعدها خصوصا مع الشح في الوظائف وارتفاع نسبة البطالة وصناديق التمويل من بنك التسليف وصندوق المئوية وصندوق عبد اللطيف جميل يرفض أن يدعم الموظفات بل ويدخلهن تحت القانون في حال وجدوا أنها استفادت من القرض وهي موظفة، ناهيك عن موضوع الوكيل الذي يؤرق صاحبات المنشآت اللواتي لديهن القدرة على إدارة أعمالهن بأنفسهن. من جهتها, أوضحت وفاء آل الشيخ مساعدة مديرة الفرع النسائي أن البرنامج يهدف إلى تعميق فكر العمل الحر وتنمية الحس التجاري لدى الشابات السعوديات والتعرف على صفات وسمات المستثمرة وتأهيل الشابات للاستثمار في المشاريع الصغيرة وإكسابهن المهارات الأساسية لتحديد الأفكار الاستثمارية وتعريفهن بطرق التمويل وتنمية مهاراتهن وتدريبهن على كيفية إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية وتأهيلهن ليكن صاحبات أعمال ناجحات إلى جانب إعداد خطة متكاملة لمشروع كل متدربة تمكنها من الحصول على التمويل إضافة إلى تقديم خدمات إرشادية والمتابعة في تنفيذ المشاريع بصورة صحيحة.وتضيف وفاء آل الشيخ أن المركز سعى إلى تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة انطلاقا من حرصه على فتح آفاق جديدة لتوظيف الطاقات النسائية الوطنية بما يخدم الاقتصاد السعودي, وتقديم العون والدعم اللازمين للشابات الطامحات في بناء ذواتهن وإقامة مشاريعهن الخاصة، إضافة إلى توجيههن إلى جهات التمويل المناسبة من أجل الحصول على التمويل لمشاريعهن وفق شروط الجهة الممولة.هذا وأوضحت آل الشيخ أنه تم تخصيص مقعدين مجانيين من مقاعد البرنامج للفتيات اللاتي ترعاهن الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام "إنسان" وذلك حرصا من الفرع النسائي على مساندتهن ومنحهن الفرصة في ضمان حاضر زاه ومستقبل مشرق ـ بإذن الله. وتركز الدورة على تدريب المتدربات على كيفية دراسة الجدوى الاقتصادية لارتباط ذلك بإنجاح المشروع. وتلقى هذه الدورات دعما من جهات تمويلية في القطاعين الخاص والحكومي، حيث إن اجتياز هذه الدورات يعطي لهن الأولوية في الحصول على القروض لمشاريعهن. وحول وجود شكوى من بعض المتدربات من بعض الجهات التمويلية كونها تأخذ رسوما مبالغا فيها وجهت وفاء آل الشيخ نداء إلى الجهات التمويلية لإعادة دراسة هذه الرسوم ومحاولة تقديم هذه القروض بأقل رسوم ممكنة دعما للشباب والشابات لإقامة مشاريعهم حتى يكونوا رواد أعمال ناجحين


ليست هناك تعليقات: