السبت، 22 نوفمبر 2008

فاطمة باسماعيل من الرياض
مع اقتراب عام 2010 يبدو أن حلم الدكتور خالد بن محمد الجماز عضو هيئة تدريس الأستاذ المساعد في قسم العمارة و علوم البناء في كلية العمارة و التخطيط في جامعة الملك سعود في بناء أول مسجد على سطح القمر قام بتصميمه عام2001 بات قريب المنال ورغم أنه أعلن عن هذا المشروع قبل ست سنوات إلا أنه وبعد مشاركة في برنامج الإفتاء الذي يقدمه الشيخ عبد العزيز النوح أصبح حديث المجالس كونه سعوديا ويصمم أول مسجد على سطح القمر وبهذا يكون الدين الإسلامي أول دين يعبد على القمر.
"الاقتصادية" التقت الدكتور خالد الجماز الذي كشف معلومات أكثر حول الموضوع حيث تحدث عن مشروع مسجد القمر قائلا "إن المسجد ضمن مشروع القرية الفضائية الذي تقيمه وكالة الفضاء الأمريكية ناسا وكان تصميم المسجد ضمن بحث قدم في برنامج عمارة الفضاء لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) بالاشتراك مع جامعة جنوب كاليفورنيا للدراسات العليا وقد أنجز التصميم خلال أربعة أشهر، في البداية طلبوا أن يكون مجمع أديان لكني أصررت أن يكون مسجدا فقط، وتمت الموافقة. وقد تقدم بعدي أحد الأشخاص لتصميم كنيسة ولكنهم أجلوا الموضوع حتى يتم تنفيذ المسجد أولاً. وتم توفير خبراء في الفيزياء والفلك والرياضيات لمساعدتي في التصميم والآن بدأ العد التنازلي حيث سيبدأ عام 2010 التنفيذ الفعلي وستحدد الاستراتيجيات والميزانية وتدريب الأفراد وأرجو أن أكون أول من يصلي في المسجد الذي صممته بجهد شخصي"
ويضيف الجماز المسجد الذي يتمنى أن يكون أول من يصلي فيه أنه تمت دراسته وتصميمه بطريقة كلاسيكية يتكون من القبة والمئذنة وملحقات المسجد وضعت القبة على سطح المسجد بحيث تسمح للمصلين بأن يتجهوا إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة حيث سيكون المسجد على قمة جبل في موقع ممتاز. وقال إن هذا السطح قابل للتحرك والدوران في أي اتجاه في المستوى الأفقي ويسمح فقط بالحركة (1-2) بوصة من الحركة العمودية الموقع الدائري وذلك ليحاكي الشكل الكروي للمبنى الرئيسي. ولقد عملت أربعة قطاعات سفلية تحيط بالقاعة الرئيسية مع الخدمات العديدة.وعملت المداخل عبر اتجاهين محددين وكلها عمل لها محبس هوائي المدخل الأول للقطار والمشاة والمدخل الأخر من جهة المواقف. أما الوصول إلى القبة فهو عبر الصالة الرئيسية المحاطة بقطاع ناري وذلك للحركة الرأسية. ويضيف الجماز أنه تم العمل على تثبيت أرضية المسجد باتجاه الكعبة، وكان استعمال الزجاج بكثرة ليحاكي الفضاء ومن خلاله يتم تعديل التوجيه. أيضا تم ربط القاعدة لتكون بمثابة مرساه لكي يكون المصلون ثابتين ولا يسبحوا أو يطوفوا أثناء العبادة وقد عملت الدعامات بواسطة أحذية ثقيلة وحلقات أرضية للأقدام والأيدي والركب على الساقين. أما المئذنة فقد أخذت شكل البرج لتحاكي الشكل المعتاد للمسجد وهذه المئذنة متحركة لتعطي ظلالا وهي مزودة بخلايا شمسية للطاقة تمنح الطاقة لكل من المسجد والأماكن الأخرى حيث ستزود المئذنة القرية الفضائية بأكملها بالطاقة الشمسية.
وحول تكلفة إنشاء المسجد، قال الدكتور الجماز إن "ناسا" تتكتم على الموضوع ولكنها تكلفة عالية خصوصا إذا عرفنا أن تكلفة سير شخص لمدة دقيقة على سطح القمر تكلف ناسا مليون دولار وهناك منافسة كبيرة بين أمريكا وروسيا والصين لإنشاء مشاريع على سطح القمر.
وعن الصعوبات التي واجهت المشروع أوضح الدكتور الجماز أن أول عقبة كانت تحديد القبلة وتم حلها عبر وجود المصطبة فالقبلة ستتغير في كل صلاة ولكنها ستتجه لمكة المكرمة في كل مرة بسبب دوران القمر حول نفسه وحول الأرض وكذلك دوران الأرض حول نفسها أيضا من الصعوبات اختلاف درجات الحرارة على سطح القمر حيث تصل 200 درجة مئوية في الجزء المشع و200 درجة تحت الصفر في الجزء المظلم أي فرق 400 درجة لذلك تقرر بناء القرية تحت سطح القمر ولكن المصلى والمئذنة هما الوحيدان اللذان سيظهران فوق سطح القمر من القرية بأكملها لان درجات الحرارة ستحطم البناء ولكني أصررت على أن يكون المصلى فوق السطح وابتكرت طريقة لحمايته حيث سيحتوي جدار العزل على مياه تتجمد مع انخفاض درجة الحرارة وتذوب مع الحرارة وبذلك تحافظ على جدار من اختلاف درجات الحرارة كذلك من العقبات الجاذبية وتم التغلب عليها بوضع مثبتات للأقدام والظهر كما سيتوافر الأوكسجين داخل المصلى.

ليست هناك تعليقات: